احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: هداية المهدي عجّل الله فرجه الشريف هي هدى الله تعالى. الإثنين فبراير 25, 2008 3:03 am | |
| قال الله تعالى في كتابه العزيز ((أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)) من جملة ما يعتقد به الشيعة الأمامية ألاثني عشرية إن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم أئمة الهدى, وهذه المفردة وهي مفردة الهداية في قاموس مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) لها حضور مكثف واستعمالات متعددة ودلالات وافرة ونحن نحاول في هذا القول ان نسلط الضوء على مفردة الهداية المقترنة بالعقيدة المهدوية، اذ اننا نعرف من خلال مجمل عقيدتنا في الإمامة وفي الإمام المهدي ان وظيفة الإمامة هي الهداية وان وظيفة الإمام المهدي علاوة على ذلك انه الموكل بحفظ الدين والشريعة عندما يُكفر بها( فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرين)َ. فالمهدي (عليه السلام) في قاموس الشيعة له خصوصية خاصة رغم كون هذا الامام الهمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) غائب عن أنظار أتباعه إلا انه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يمارس دوره على أكمل وجه واتم صورة، فهو إمام الغرباء الذين وعدوا على لسان الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) انهم هم الذين يُحفظ بهم الإسلام في غربته وهم بأعينهم من يجازون بطوبى. فالذين هدى الله والذين أُمرنا ان نقتدي بهداهم لأنهم لا يهدون إلا إلى الحق والصراط المستقيم يتمثلون الآن بالمهدي الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإذا نظرنا إلى الآية الكريمة رأينا انها تأمر بالاهتداء بالمهدي الذي لا يمكن التشكيك في كونه هو الهادي بل ان إمامته (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تغني عن الخوض في دليلية هداية المهدي للبشرية وانه من أولئك الذين هدى الله، فإذا رجعنا الى الاية الكريمة وجدناها تأمر بالاقتداء به وتقصر الاقتداء عليه وليس هذا الا ان المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو الهادي الى دين الله وهو الهادي الى شرعه وهو الهادي إلى صراطه المستقيم فإذا انفكت عرى الفرد المسلم عن المهدي لا تبقى لهذا الفرد هداية. ولا يخفى ان الأمر بالاقتداء لا يعني مجرد الحب او المعرفة الإجمالية ما لم يقرن هذا الحب وهذه المعرفة بالأخذ عنه والسير على طريقه لأن طريق المهدي هو طريق الله تعالى وهو طريق الشرع والعقل معاً. فقد ورد عن اهل بيت العصمة سلام الله عليهم في تقرير هذا المعنى: تعصي الاله وأنت تظهر حبه * هذا لعمرك في الفعال بديع لو كان حبك صادقا لأطعته * إن المحب لمن أحب مطيع. ويكفينا نحن المكلفون ان نخرج عن تكليف اجر الرسالة ان نعظّم صاحبها بالاقتداء بولده والتمسك به (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بالسير على منهجه وهديه، وهذا كما هو وفاء من العبد تجاه مولاه وتسديد لحقوق المولى من جهة العبد فهو بعينه سبيلاً لهداية ونجاة المكلف. إذا تأملنا في القول المتقدم لم يصعب علينا فهم ما ورد سواءً من طرق أهل البيت (عليهم السلام) او من طرق غيرهم في انما المهدي من هدى الله عز وجل هذا ما أثر عن محمد بن الحنفية حينما قيل له يا مهدي[1]. اذن فالمهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو من يهدي الى الحق وهو من يهدي الى الله عز وجل وهو من يهدي على حد لسان بعض الروايات إلى أمرٍ قد خُفي[2]. فإذا كان المهدي هو الهادي وهو المتكفل بالهداية فيجب علينا كمكلفين ان نلتزم هدايته لأنها هداية الله (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده)[3] قال تعالى (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي الى الحق أحق ان يتبع ام من لا يهدي الا ان يهدى فمالكم كيف تحكمون)[4] وقال تعالى (فماذا بعد الحق الا الضلال فانا تُصرفون)[5]. هذه هي هداية الله لمن أراد ان يهتدي بها، فما عليه إلا ان يتمسك بها ويتخذها منهاجاً وطريقاً لتكون سبباً لنجاته وفوزه برضوان الله ورضاه. اما من يريد ان يتبع طريق الشيطان فان الشيطان سيزلّه ويزيله عن هدى الله كما ازلّ من قبل أبويه. فان الله قد أمرنا بإتباع هداه ونهانا عن إتباع خطوات الشيطان (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدوٌ مبين[6]) فان (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)[7] لذلك (ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا)[8].
[1] - المستدرك ج3 ص145.
[2] - الملاحم والفتن ص142.
[3] - الانعام: 88.
[4] - يونس: 35.
[5] - يونس: 32.
[6] - البقرة: 28.
[7] - البقرة : 268.
[8] - النساء: 119. منقول | |
|