MOTRQB_D313 عضو نشيط
عدد الرسائل : 57 تاريخ التسجيل : 22/03/2008
| موضوع: الأدب المستفيد من الرسالتين المبعوثتين للشيخ المفيد الخميس أغسطس 21, 2008 1:05 pm | |
| أحمد خضير كاظم الكاظمي من هو الشيخ المفيد؟ الشيخ المفيد: إسم يرد عند علماء الشيعة من كبارها، وعند المتكلمين من أحسنهم وألمعهم وأكثرهم محاجة وإظهاراً للحق، وعند الفقهاء أورعهم وأتقاهم، عاش في بغداد وانشغل بدراسة العلوم الدينية فيها حتى أصبح المقدم في كل علم من الفقه والكلام والاصول وذاع صيته في بغداد. وتبلغ مؤلفات الشيخ المفيد طبقاً لما ذكره تلميذه البارز الشيخ الطوسي مئتي مؤلف. وقد توفي رضوان الله عليه في بغداد عام 413 هجرية عن عمر بلغ 75 عاماً ودفن في المرقد المشرف للأمامين الكاظمين عليهما السلام. الرسالة الاولى الى الشيخ المفيد قدس سره نص الرسالة كما ورد في الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه ونور ضريحه ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته: (الاحتجاج الجزء : 2 الصفحة : 497) للأخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق، أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك أعزهم الله بطاعته وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته فقف أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله. نحن وإن كنا نائين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، أنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حم أجله ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متمّ نوره ولو كره المشركون، اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية يحششها عصب أموية يهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن وسلك في الطعن منها السبل المرضية، إذا حل جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه ستظهر لكم من السماء آية جلية ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مراق تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار ثم يستر بهلاكه المتقون الأخيار ويتفق لمريدي الحج من الآفاق ما يؤملونه منه على توفير عليه منهم واتفاق ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتساق فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته، نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام، هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي والمخلص في ودنا الصفي والناصر لنا الوفي حرسك الله بعينه التي لا تنام فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بما له ضمناه أحداً وأدِ ما فيه إلى من تسكن إليه وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. قبل الدخول في صلب بحث موضوعنا وهو معنى الرسالة والمطلوب منا عمله في هكذا ظروف هناك عدة مسائل منها: سند الرسالة: أوردت هاتان الرسالتان في كتاب الاحتجاج للطبرسي بدون سند ومرسلة مما يدعو البعض إلى تركهما وركنهما لعدم احتوائهما على السند وخاصة ان بين الشيخ المفيد والطبرسي مؤلف الاحتجاج رحمهما الله حوالي اكثر من مئتي عام مما يبعد الاحتمال عن أنه أخذ الرسالتين مباشرة عن الشيخ المفيد، أقول: ورد في الرسالة الشريفة: إعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه، مما يدل انه ألزم الشيخ المفيد بنقلهما الى من تسكن إليه نفسه أي من الشيعة الموثقين فقط لا غير لغاية أمنية أولاً وعدة أسباب أخرى تقتضيها المصلحة العامة ثانياً، وهكذا نعرف أن الشيخ المفيد أدى مضمون الرسالة الى الخالصين من الشيعة الذين التزموا بمعاني الرسالة الكبرى ومفاهيمها العليا. ولهذا أيضا نرى خلو كتب الشيخ المفيد من إيراد هذه الرسالة لان كتبه تقع بيد الخاص والعام. ونفهم أيضا أن السلسلة التي وصلت عن طريقها الرسالتان الى الطبرسي هي من خاصة مؤمني الشيعة أيضا الذين توارثوا هاتين الرسالتين ولهذا نرى أن الطبرسي كان مسلّماً لهاتين الرسالتين بالأخذ بهما أخذ المسلمات حيث قد أوردهما في كتاب مراسلات الامام المهدي في عصر الغيبة وغيرها. وقد أورد السيد الصدر ثلاثة أسباب وجيهة إلى الأخذ بهاتين الرسالتين هي: أولا: إرسال الطبرسي لهما إرسال المسلمات مما يدل أنه كان معتقدا بصحة سندهما وربما يكون قد حذفه لمدى شهرته ووضوحه. ثانيا: تضمن الرسالتين على توجيهات عالية وتنبؤات صادقة. ثالثا: إقتضاء المصلحة العامة صدور هذه الرسائل في أول زمان الغيبة الكبرى وذلك لتحقيق مصلحتين: المصلحة الاولى: اعطاء الإمام المهدي لقواعده الشعبية القواعد العامة والمفاهيم الاساسية التي ينبغي أن يعرفها الناس وتكون سارية المفعول خلال عصر الغيبة الكبرى. المصلحة الثانية: اعطاء الإمام المهدي عليه السلام القيادة الرئيسية من الناحية الاسلامية بيد العلماء الصالحين. لماذا الشيخ المفيد؟ وقد يرد أيضا سؤال وهو: لم يَختص الشيخ المفيد بتشريفه بهاتين الرسالتين من دون الشيعة وعلى مدى هذه العصور الطويلة؟ ولهذا جواب من عدة نواحي أولا: ورود (أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك). في نص الرسالة نفهم أن الإمام دعا الله سبحانه لهذه المراسلة وقد أذن له سبحانه لهذه المراسلة وقد فهم الإمام هذا القبول إما عن طريق علم الإمام الإلهي بالغيبيات والحكم الإلهي لكل واقعة أو من طرقه الخاصة الأخرى. ثانيا: قبول الاطروحة التي طرحها السيد الصدر من أن الذنوب هي التي تحجب الانسان عن المعصوم ورؤيته. ومما يؤيده ان الشيخ المفيد رضوان الله عليه كان طاهرا من الذنوب وقد انفك منها. وانه انكب على الطاعات وحصل على رضوان الله عليه مخاطبة الامام له بالأخ السديد والولي الرشيد. شرح الرسالة الأولى: تضمنت الرسالة في المقطع الاول السابق على التعريف لمن أرسلت له الرسالة ومرسل الرسالة والحمد والتهليل وعلى توصية بمن يجب أن يعرض عليه الرسالة وهو من تسكن إليه أيها الشيخ المفيد. سبق وأشرنا إلى هذا اللطف الالهي الذي اختص به المفيد من مخاطبته بالاخ من قبل الامام وذلك لبيان مدى الدرجة التي وصل اليها الشيخ رضوان الله عليه بدأت الرسالة بالبسملة ببسم الله الرحمن الرحيم تيمنا وبركة كما اعتاد مسلمو الشرق والغرب بالتسمية في بداية كل أمر والسلام بعبارة سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين ليبين مدى الفضيلة التي اكتسبها الشيخ المفيد لانه ولي لآل بيت الرحمة ومخصوص بأهل بيت النبوة باليقين الكامل، ولهذا تمتع الشيخ المفيد بهذه المكانة العليا لدى شيعة أهل البيت وآل البيت، ومتابعة لمؤلفات الشيخ المفيد مع سيرة حياته الكريمة نرى زخر مؤلفاته بالدفاع عن مذهب أهل البيت وتعميق رأي مدرسة أهل البيت ووضع الأصول الفقهية والعقائدية للمذهب والتي لا تصدر إلا عمن درس العلوم الدينية عن دراية وفهم واستنباط وحس علمي طويل في إثبات الحق لا يكتسبه الا ذو حظ عظيم وكثرة محاجته التي ظهرت على المخالف والمؤالف...وكذا بدأت الرسالة بتوحيد الله والثناء عليه بالكلمة العظمى الله الذي لا اله الا هو التي وردت عدة روايات انها اسم الله الاعظم وبالدعاء بالصلاة على محمد واله الطاهرين. وكذلك ابتدأت الرسالة موضوعها بالدعاء للشيخ بالتوفيق لنصرة الحق وهو النهج الذي نهجه الشيخ المفيد في مؤلفاته وكرس حياته له وهو نصرة دين الحق ونرى أن بعد ذكر صاحب الأمر لاسم الشيخ ابتداءً قد دعا له بالعز فقال: (أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد)، وهذا الدعاء أيضا ينم عن مدى عظمة الشيخ المفيد وكم أدخل سروراً على آل البيت بنصرته لمذهبهم بالحكمة وبالموعظة الحسنة. وبعد أن أعلم الشيخ المفيد أن الرسالة إنما هي قد جاءت بعد أخذ الإذن الإلهي ولاقتضاء المصلحة. يورد السيد محمد الصدر اطروحتين لفهم الإذن الإلهي للإمام هما: الأولى: صدور الإذن المباشر من قبل الله عزوجل في كل واقعة واقعة. ذلك الإذن مستفاد بالالهام ونحوه من مراتب العلوم التي يختص بها الإمام المعصوم. الثانية: الإذن الإلهي المستفاد من بعض القواعد العامة التي يتعرفها المهدي عليه السلام. ويستطيع تطبيقها في كل مورد.تلك القواعد التي نعبر عنها باقتضاء المصلحة الإسلامية لشيء من الأشياء. فإذا أحرز الإمام وجود المصلحة في المراسلة مثلا فقد أحرز وجود الإذن الإلهي بالعمل على تلك المصلحة. أبلغ صاحب الأمر الشيخ أن هذه الرسالة بعد فهمها والعلم بما جاء بها ألاّ يبلغها إلا للخالصين لمن يطمئن إليهم بالإيمان من الشيعة لتكون دستورا عمليا للعمل بما تقتضيه المصلحة العامة من الواجبات. وان شاء الله فان الامام كما نفهم من النص العام انه يسكن بمكان بعيد عن دور الظالمين للصلاح الرباني في حفظ راعي الشريعة الامام المهدي عن أخطار الظالمين وملاحقاتهم، وخوف الامام هذا نابع من خوفه على المذهب والشيعة حيث قال¨ حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين. وان هذا البعد عن الانظار باق ما دامت دولة الفاسقين قائمة في الارض إلا أن هذا البعد فإن الإمام قريب من الشيعة عالم بأحوالهم عارفاً بأخبارهم ولا تفوته من أمورهم الدينية والدنيوية مثقال ذرة. وبعد البيان الاجمالي باحاطته عليه السلام بالامور ودقائقها بدا التفصيل عن المحنة التي أصابت الشيعة فنفهم من نص الرسالة أن الشيعة كانوا واقعين تحت الذل والحروب وفي التاريخ المرافق لظهور هذه الرسالة وهو العام 410 هجرية، فعلى الرغم من انتشار مذهب التشيع الإثني عشري في القرن الرابع الهجري إلا أننا نلمس أيضا في هذا القرن زلزلة الوضع السياسي العام للمسلمين وانتشار الفتن الطائفية والسياسية وتخلخل الوضع العام ونجمل الاحداث العامة كما في موسوعة الامام المهدي والكامل في التاريخ. 1. أحداث عامة 1 ـ امر الاندلس قد آل الى التفرق والانحلال عام 407 هـ 2ـ الشمال الافريقي يؤول الى التفرق وتنابذ الامراء بعد أن غادره المعز لدين الله الى مصر عام 341 3 ـ تاسيس الدولة الفاطمية من قبل المعز لدين الله في مصر مع وجود حرب في شمال افريقيا عام 406 4 ـ انقطاع الحجاج عن الحج للصعوبات للاعوام: 401هـ، 411هـ ، 416هـ، 417هـ، 418هـ. 2. أحداث خاصة بالشيعة فعلى الرغم من انتشار مذهب التشيع في هذه الفترة وظهور علماء كبار لهم ومتكلمين أمثال الشيخ المفيد الذين وضعوا في هذه الفترة أصول الاستنباط وأصول المذهب في زمن الغيبة وظهور دول شيعية أو تميل إلى التشيع مثل ظهور الدولةالفاطمية وسيطرة البويهيين على الحكومة الإسلامية إلا أنه قد حدثت حوادث مؤسفة ومضايقات جمة وخطيرة على حياة المواطن الشيعي في تلك الفترة: 1ـ حوادث مؤسفة في بغداد في يوم عاشوراء عام 406هـ 2 ـ في واسط في العام الذي يليه 407 هـ 3ـ قتلت جميع الشيعة في شمال افريقيا. 4ـ حوادث في بغداد عام 408هـ 5ـ اشتداد الاوضاع سوءاً في بغداد حتى نفي الشيخ المفيد من بغداد عام 409هـ 6ـ تكررت مثل هذه الأعمال في الكوفة عام 415هـ وفي بغداد عام 422هـ وعلى الرغم مما أصاب الشيعة من المصائب فان الامام يؤكد أنه غير بعيد عن شيعته وأنه دائم بالدعاء لهم بالحفظ كما في نص الرسالة (موالينا قبلك أعزهم الله بطاعته وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته). وان لولا هذا الدعاء لكان الاعداء أخذوا منهم كل مأخذ ولم يبقوا من الشيعة أحداً. وان السبب من وراء هذا الذل ابتعادهم عن العهد المأخوذ عليهم وهو الامام المهدي كما تقدمت الرسالة بادئ الامر.حيث نعت الامام نفسه (من مستودع العهد المأخوذ على العباد). تقوى الله... الوصية الأولى: فاتقوا الله جل جلاله في هذا المقطع بدأت الرسالة الشريفة بالوصية الأولى وهي تقوى الله ورأس التقوى مخافة الله. | |
|
MOTRQB_D313 عضو نشيط
عدد الرسائل : 57 تاريخ التسجيل : 22/03/2008
| |