|
|
| مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الجمعة فبراير 01, 2008 4:10 am | |
| [center][center]((وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً)) بعد استماع الناس إلى حديث المتحدث باسم حركة (أحمد الحسن اليماني) عبر بعض الفضائيات. وحيث واجه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) ضغطاً جماهيرياً باتجاه الرد على مدعّيات وأكاذيب من يسمي نفسه بـ (أحمد الحسن). وبعد ان دعت المرجعية الدينية في النجف الأشرف الى ضرورة تكذيب هذه الدعوات الضالة والمضلّة والمنحرفة. فإن (مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه)) سيوافي جمهورنا المؤمن بنقد أفكار هذه الحركة الضالة عبر سلسلة مقالات تبث على موقع المركز...
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) منقول[/center] [/center] | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الإثنين فبراير 04, 2008 2:49 am | |
| المقال الأول: هوية المدّعي
بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الهوية الشخصية:من هو احمد الحسن؟ولماذا نسأل عنه، ونريد أن نعرف شخصيته؟أليست الأفكار والنظريات هي المهمة مهما كان قائلها؟الجوابإن دعوة ((احمد الحسن)) ليست مجرد أفكار بل هي دعوة للارتباط شخصياً به باعتباره هو الوصي والرسول والابن للإمام المهدي عليه السلام كما يقول(1)، إذن فالمسألة ليست مسألة فكرية مجرّدة لنقبلها كما نقبل أية نظرية أخرى حتى دون أن نعرف صاحبها.إن دعوة (احمد الحسن) تقول انه هو الإمام المعصوم الواجب الطاعة على الجميع وان جميع الذين لا يبايعونه هم في جهنم لأنهم على ضلال.إذن نحن بحاجة إلى معرفة شخصيته والسؤال عن من هو؟ وما هو تاريخه؟ وأسرته؟المنهج القرآني:- العلم والوضوحوبهذا الصدد لا بد أن نؤكد في البداية أن المنهج القرآني الذي نؤمن به جميعاً وبدون استثناء هو اعتماد العلم واليقين والابتعاد عن اتباع الظنون والاحتمالات.قال الله تعالى ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) الاسراء/ 36، وقال تعالى ((وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)) النجم/ 28 .كما يدعو القرآن الكريم إلى اعتماد الدليل والبرهان العلمي وليس الخيالات والاحلام والمنامات قال الله تعالى ((قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) البقرة/ 111 .ولذا فإننا مكلفون أن نسأل عن الدليل والبرهانكما نحن مكلفون بالتعرف على مثل هذه الشخصية العظيمة!! التي بدون الطاعة لها يدخل جميع البشر النار!! كما أنها هي الشخصية التي تمهّد للإمام المنتظر عليه السلام وهي التي تبقى بعد مماته لتملأ الأرض قسطاً وعدلاً!! – سنذكر ذلك عنه في المقالات اللاحقة –فمن يكون هذا الشخص؟ وهل نستطيع أن نؤمن به في الظلام ودون أن نعرفه في النور؟المنهج الإسلامي يطلب الوضوح والمعرفةالإمام الصادق عليه السلام يقول ((انظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الضالين وإبطال المبطلين وتأويل الجاهلين)) أصول الكافي ج1 صفات العالم، وفي فقه أهل البيت عليهم السلام لا يجوز الصلاة خلف إمام الجماعة دون أن نعرفه ونعرف عدالته، فكيف نؤمن بإمامة الدين والدنيا لشخص لا نعرفه.في المنهج الإسلامي لا بد من مراقبة الأمة لعلماء الدين ومعرفة مدى تقواهم وأخلاقهم وزهدهم، فقد جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام..((إذا رأيتم العالم محباً لدنياه فاتهموه على دينكم فان كل محب لشيء يحوط ما أحب)) الكافي ج1/46.وفي الحديث الشريف عن الإمام الصادق..((فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه...)) الاحتجاج 2/510/337.فنحن إذن لا بد أن نتعرف على شخصية هذا الإمام –كما يقول- ووصيه ورسوله!!!إننا هنا نواجه ظاهرة غريبة وهي ان دعوة (احمد الحسن) تريد أن نعمل في الظلام ولا نطالب بعرض القضية تحت النور.فإذا سألنا من هو احمد الحسن؟ سنجد هناك غموضاً متعمداً حيث لا يعرفه أحد من أصحابه، وإذا استمعنا إلى معلوماتهم وجدناها تذكر أموراً تكذب ما يقوله.نحن نجد صاحبه ومن يعرّف نفسه انه الشاهد والخادم له وهو (الشيخ حيدر مشتت)(2) حينما يعبّر عنه سنة 1424 يقول انه (الشيخ احمد) وليس السيد احمد(3)، فهو حين كان يدرس في النجف الاشرف في السنوات الأخيرة لنظام صدام كان شيخاً وليس سيداً.ويقول عنه الشيخ (حيدر مشتت) بعد أن خرج عنه وانفصل عن حركته انه هو ((الشيخ أحمد بن إسماعيل السلمي))(4) فأبوه هو إسماعيل وهو من بيت السلمي، فلا ندري إذن كيف نسب نفسه إلى (الحسن) فسمى نفسه احمد الحسن، وهذا الحسن هل هو أبوه أم هو لقبه أم هي صفته؟ هذه كلها أسئلة تبقى بدون جواب.ونحن نجد ان الشيخ (احمد الحسن) حينما أجاب على هذا الكلام السابق لم ينفِ أن أباه إسماعيل، وإن نفى أن يكون من بيت السلمي، ولا مانع من ذلك ولكن لماذا لا يعرّفنا انه من أية عشيرة وأسرة لنسأل عنه؟إننا لا نريد الاعتماد على كلمات خصوم (احمد الحسن) لكننا نريد معرفة حقيقة شخصيته.لأن المنهج القرآني، ومنهج أهل البيت عليهم السلام يريد منا المعرفة والوضوح وليس العمل في الظلام كالعميان.والدعوة التي تريد أن تبقى في الظلام يجب الشك فيها والحذر منها.الهوامش:(1) - يقول (احمد الحسن):- ((إني من ذرية الإمام المهدي عليه السلام واني وصيه، واني المهدي الأول من ولد الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري روحي فداه)) ص14 بيان الحق والسداد الجزء الثاني تأليف احمد الحسن الطبعة الأولى 12/محرم/1427هـويقول:- (جميع هذه الأسماء لي فانا سعد النجوم ونجمة الصباح درع داود وأنا الطاهر وأنا وعد الله غير مكذوب)) المصدر السابق ص16.(2) - (كان أول المؤمنين الذين آمنوا بدعوة السيد احمد الحسن، واستمر يدعو للسيد احمد الحسن سنة ونصف تقريباً أو أكثر ثم ارتد وادعى انه هو اليماني، وقد لعنه السيد احمد الحسن وبيّن كذبه) انظر مقدمة كتاب سامري عصر الظهور، من إصدارات أنصار الإمام المهدي العدد 44 لمؤلفه الشيخ ناظم العقيلي والكتاب دفاع عن احمد الحسن ورد على شبهات حيدر مشتت..(3) - انظر الصحيفة الخامسة من المصدر السابق ص 102 تحت عنوان (أدلتي على ان الشيخ احمد مرسل من الإمام مكّن الله له في الأرض) وحيث جاء هذا البيان بتوقيع (خادم المهدي الشيخ حيدر) 6/جمادي الثاني/1424هـوهكذا في الصحيفة الثامنة يقول:(بفضل الله تم البلاغ بإرسال الإمام المهدي مكّن الله له في الأرض رسوله الشيخ احمد والشاهد له الشيخ حيدر. انظر العدد السابق ص108.(4) - يقول البيان الصادر عن الشيخ حيدر مشتت وهو يخاطب (احمد الحسن):- ((أنت لقبك الصحيح كما يعرف ذلك كل من اطلع عليك وعلى أحوالك هو احمد إسماعيل السلمي)) ولم ينف احمد الحسن أن يكون أباه إسماعيل بل نفى أن يكون من عشيرة السلمي. انظر المصدر السابق ص92.http://www.m-mahdi.com/temp/0001.htm منقول | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الأحد فبراير 10, 2008 9:19 am | |
| المقال الثاني: جهل ام جنون جهلٌ أم جنون.. أم ضحك على الذقون؟ الحركات الشاذة التي طلعت على المسلمين طيلة الفترات التاريخية كانت تستند إلى دعاوى كاذبة لكنها مرتبة بطريقةٍ يدخلُ فيها شياطين الإنس والجن لتنميتها وتقديمها إلى جمهورٍ ساذج بسيط يقتنع بهذه الأكاذيب، ولا تمر فترة حتى تنكشفُ خزعبلات هذه الدعاوى، فمن نبوءة مسيلمة الكذاب الزائفة إلى دعوى نبوءة سجاح الضالة إلى غيرها من مجانين الدعاوى التي ضحكت على أذقان البعض وانكشف لهم أخيراً زيفها، لكن هذه الدعاوى كانت لا تخلو من استدلالات وإن كانت موهمة لكنها منسقة بشكلٍ ينطلي على البسطاء.. إلا أن ما طالعتنا به حركة اليماني الأخيرة غير معقولة ولا متصورة، وكأن هذا يعيش خارج الكرة الأرضية ويتعامل مع أناس لا يعرفون منطق الاستدلال ـ وإن كان وهماً ـ بشكل يقال عنهم أُخذوا بمغالطات فيها من التحايل ما يفوت على غير النبيه.. حركة اليماني تغالط في كثير من المبادئ التي دعت لها وذلك للنقاط التالية: أولاً: انها تدعو إلى نصرة اليماني المقيم في البصرة، في حين أن اليماني سمي باليماني نسبةً إلى إقامته في اليمن ومجيئه من اليمن كذلك. ثانياً: أعلن هذا الدعي أن اسمه أحمد بن الحسن وهو ابن الإمام المهدي في حين أن الإمام المهدي هو محمد بن الحسن عليهما السلام فكيف يكون أحمد بن الحسن ابناً للإمام محمد بن الحسن. ثالثاً: يدعو هذا المهووس إلى نصرته وعدم الخروج عن طاعته ويخاطب في بيان أصدره قبل سنتين إلى كون الذين يحاطون بالإمام ويختصون به على أتم الاستعداد لنصرته وطاعته وإلا فهم معرضون إلى سخط الله وغضبه، فإذا كان هؤلاء قريبون إلى الإمام فكيف يأمرهم هذا المهووس بالطاعة له وإلا تعرضوا لغضب الله مع أن قربهم للإمام لا يكون إلا بسبب طاعتهم ومقدار ملازمتهم لأوامره عليه السلام. رابعاً: حاول أن يستعين بأحد الدجالين المعروف بـ (حيدر مشئت) ويدعي هذا الأخير أنه التقى بالإمام المهدي عليه السلام في الرؤيا وأوصاه هو وأحمد بن الحسن أن ينصرا الإمام وهو محتاج إلى نصرتهما في ثورته وهو شيء يثير السخرية، فالثورة الإلهية العالمية للإمام المهدي هي بحاجة إلى هذين الشخصين وليس للمدد الإلهي ولأخيار الناس وللعلماء، ثم متى جعلنا المنامات هي ملاكات لأحكام المكلفين؟ إنْ هذا إلا اختلاق. خامساً: إن الروايات تشير إلى أن اليماني لابد أن يزامنه عند خروجه ظهور السفياني والخراساني، إذ ورد عن الإمام الباقر عليه السلام (.. خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد وفي يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً..) أي أن هناك تلازم فيما بين اليماني والخراساني من جهة وبين السفياني من جهة أخرى، فادعاء خروج أحدهم دون الآخرين غير صحيح، إذ أن الإمام عليه السلام أكد على هذه الملازمة والترتيب بقوله عليه السلام ونظام يتبع بعضه بعضاً، إذن فمن غير الممكن أن ندعي خلاف ما قاله الإمام عليه السلام من تلازم خروج الثلاثة، وادعاء ذلك دجل واحتيال، بل وتكذيب لأقوال الإمام عليه السلام. وهكذا يحاول هؤلاء استغلال عواطف الناس ومحبتهم ليعملوا على تمرير مدعياتهم وابتزاز البسطاء من الناس لاستخدامهم دروعاً بشرية من أجل الاحتماء بتصديقهم وإظهارهم بمظهر الواعي لقضيته والمصدق لدعواه الضالة. إن هذا الهوس لم يكن غريباً في عالم المدعيات المهدوية فقبله ادعى الكثيرون من الذين سَخِر منهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وأنساهم أنفسهم، فالذي يدعي أنه ابن علي بن أبي طالب مع وجود أهله وإخوانه وفي أوساطهم فهو ليس إلا أداة للشيطان تتهاوى تحت أعتاب إرادته كل عقول أولئك الذين اتبعوه (وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) ولم يجنوا سوى الخيبة والخسران. وهكذا هي سلسلات الدعاوى المهدوية، ففي المجتمعات السنية أحصى الباحثون أكثر من عشرين دعوى مهدوية وفي مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي، بل تجاوزت هذه المدعيات إلى مدعيات نبوة ففي مصر ادعى أحدهم مؤخراً أنه نبي مرسل من قبل الله وكذلك في المغرب وفي الكويت وفي غيرها من البلدان، إلاّ أن ذلك لم يُحدث أي رد فعل إعلامي سوى ما يحدث هنا في العراق، فالاعلام بات مهووساً بتداعيات كل ما يجري من العراق. إن ما يؤسف له أن يكون الإعلام حاضراً لاستغلال أمثال هذه المدعيات لا لأجل توعية الناس بل من أجل أن يزرع الفرقة بين العراقيين، فالسبق الاعلامي الذي حاولت قناة الشرقية إحرازه لم يكن جديراً بالاهتمام بقدر ما كان مدعاةً لسخرية الناس من ذلك الناطق باسم حركة اليماني، وكذلك هو مدعاة لاتهام الشرقية في عدم جديتها في التعاطي مع الأحداث الجارية في بلدنا الجريح وخصوصاً في التعاطي مع هذه القضية، إذ كان الأجدر أن تقدم الشرقية حلقة خاصة للتعريف بالقضية المهدوية تعريفاً يرفع الأشكال الذي أحدثته هذه المقابلة مع ممثل اليماني وإظهار الحقيقة بشكلٍ علمي صحيح، أما أن تكون هذه القضية هي سبباً للترويج الاعلامي من قبل هذه القنوات فمرفوض جملةً وتفصيلاً. إننا ندعو جميع ذوي الشأن من التعامل مع هذه الأحداث بجديةٍ كاملة وبمستوى المسؤولية، ونحذّر من مغبة الوقوع بمثل هذه الفتن وهذه المدعيات، فالجماعات التي تدعي بأنها أسست على أساس فكري سوف تنمو إلى قوة مسلمة تخرج على القانون ما دامت هناك دول جوار لا تريد الاستقرار للعراق ولشعبه المظلوم، وما دامت هناك أموال مخابرات دولية تحاول جاهدة تنمية هذه الانحرافات وتقوية هذه الاتجاهات. إننا نؤكد أن ألاعيب المؤامرات سوف تُهزم وأن قضية الإمام المهدي عليه السلام أكبر من هذه الأباطيل وأن كل محاولات الأعداء تعمل جاهدةً من أجل (تسخيف) قضية الإمام المهدي وإفراغ محتواها الإلهي، كما أن أعداء الدين يريدون أن يقنعوا البسطاء من الناس أن قضية الإمام المهدي عليه السلام لم تكن حقيقية بل هي قضية دعاوى زائفة ليس أكثر، كما أننا نطالب في الوقت نفسه جميع العوائل المؤمنة إلى مراقبة توجهات أبنائها وعقائدهم وطريقة تفكيرهم، وبالخصوص محاولة مراقبة علاقاتهم وانتماءاتهم وأن لا يتركوا هذه الذئاب تنهش أفكارهم وعقائدهم وتحرف اتجاهاتهم. إن هذه الحركات بدأت أولاً بتسقيط رموز المرجعية ومحاولة إلغاء دور المرجع في المجتمع إضافة إلى إلقاء دعايات على ألسن العوام والبسطاء لاتهام الحوزة والمراجع بتهم عدة منها عدم الاهتمام بأمور الناس والاستئثار بالأموال وأن هذه الحقوق لا تذهب إلا إلى حاجاتهم الشخصية وحياتهم الخاصة وأنهم غير جديرين بقيادة مجتمع وأمة، وهكذا إلى آخره من التسقيطات التي يتبناها حتى أبناء الطائفة أنفسهم، وهدف هذه الحركات واضح إذ بعد تسقيط هذه المرجعيات تعمل هذه الحركات حسب مشتهياتها لكي يُلغوا المرجع من دوره لئلا يقف عائقاً أمامهم، وبهذا تحاول هذه الحركات المشبوهة إلى الإساءة لمفاهيم المرجعية فضلاً عن الإساءة لمفاهيم المهدوية. وبهذا نؤكد أن جميع هذه الحركات خاسرة وخائبة وغير قادرة على تغيير المسارات الإلهية التي أرادها الله تعالى أن يكون لها شأنها ومكانها في المسيرة الحقة. إن نور الإمام لاتطفئه هذه العواصف الخائبة لأنها أقل من أن تقف أمام الإرادة الإلهية التي أكدت بقوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) والحمد لله ربِّ العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
http://www.m-mahdi.com/temp/0002.htm
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الإثنين فبراير 11, 2008 1:29 am | |
| المقال الثالث: بعض اكاذيب اليماني المزعوم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهداة المهديين محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.. لقد تناها إلى أسماع المؤمنين أيدهم الله ان هناك شخصاً يدعي انه احمد بن الحسن وفي نفس الوقت يدعي انه ابن الإمام المهدي وكذلك في نفس الوقت يدعي انه اليماني الذي يخرج قبل قيام المهدي عليه السلام وكذلك أيضاً يدعي انه أول المهديين الذين يكونون بعد الإمام المهدي، ورغم ان نفس هذا الادعاءات منه تكفي لبيان سخافة قوله إلا أننا سنقف مع مفردة من التي يسميها هذا الدعي أنها أدلة تدل على انه ابن الإمام المهدي عليه السلام حيث انه يستدل بهذه الرواية على صحة ما يدعيه في ضمن جملة روايات سنقف عندها دلالةً وسنداً في أحاديث لاحقة. يقول صاحب كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) وهو من اكبر الشخصيات التي تروج لأحمد بن الحسن وتدعمه. ((الدليل الخامس عشر جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار عن سطيح الكاهن في خبر طويل جاء في احد فقراته (فعندها يظهر ابن المهدي) بشارة الإسلام ص157 ثم عقب بقوله وهذا يدل صراحة على ان قبل قيام الإمام المهدي عليه السلام يظهر ابن الإمام المهدي عليه السلام وهذا الابن هو الذي أكد عليه في أدعية أهل البيت)). انتهى كلام العقيلي صاحب الكتاب الآنف الذكر. ونجمل الرد عليه بمجموعة من النقاط:- 1)لا يوجد سند لهذه الرواية. 2)هذه الرواية مروية عن سطيح الكاهن ولم تروَ عن أهل البيت عليهم السلام ولم يثبت عندنا أننا نتعبد بما ينقله لنا غير أهل البيت عليه السلام، فمن هو سطيح الكاهن حتى يؤخذ بقوله. 3)قال تعالى ((انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون)) وقال الإمام العسكري عليه السلام جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفتاحها الكذب. قد يستغرب مستغرب ويقول ما مناسبة الآية والرواية مع الحديث الذي انتم بصدده؟ فيأتي الجواب أن احمد بن الحسن الذي يدعي انه معصوم وأنه مكلف بهداية الناس وأنه صاحب أهدى الرايات وأنه رسول الإمام المهدي قد كذّب هنا!. فالمعصوم لا يغفل ولا يسهو ولا ينسى، فهل يعقل أن يكون هناك معصوم كاذب؟! نحن وحسب الأدلة الشرعية وروايات أهل البيت نقول ان المؤمن لا يكون كاذباً فكيف بالمعصوم. ولكن هذا الدعي الذي أنكر نسبه وادعى العصمة قد كذّب وحرّف ووضع حديثاً أوهم الناس أنه جاء عن أهل البيت وفي نفس الوقت كذّب في نقله حيث أن الحديث الذي رواه صاحب بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار في ج51 ص163 عن سطيح الكاهن (... فعندها يظهر ابن النبي المهدي). وليس الحديث كما رواه الكاذب احمد بن الحسن (فعندها يظهر ابن المهدي). هذا هو احد أدلتهم التي يستدلون بها على عصمة احمد بن الحسن وعلى أنه اليماني ورسول الإمام المهدي.
http://www.m-mahdi.com/temp/0003.htm--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الثلاثاء فبراير 12, 2008 12:57 am | |
| المقال الرابع: عدم حجية تلقي غير المعصوم عدم حجية تلقي غير المعصوم: بعد أن ثبت انقطاع النيابة الخاصة بالأدلة القطعية, بل ان انقطاع النيابة الخاصة والسفارة صار من ضروريات مذهب أهل البيت عليهم السلام, يتضح بطلان ما قد يتوهمه جملة من دعوات المتوهمين وبعض الادعاءات والتخيلات من أنه نائب خاص للامام أو سفير له أو يتوهم ويتخيل ذلك لغيره من المدعين ونحو ذلك من الرؤى في المنام أو مشاهدة بعض الأفعال الخارقة بدعوى أنها معاجز, أو أي دعوى للارتباط والاتصال بالغيب, فهي باطلة بمقتضى الأدلة التي قامت على ذلك في محلها اذ أن تحكيم الحجة الأضعف في مرتبة الأقوى هو ظنٌ وزيغ وتحكيمٌ للمتشابه على المحكم واليقيني, فانّقطاع السفارة ثبت بالأدلة القطعية بل صار من الضروري, فلا يعارض ذلك توهمات المتوهمين بوجود بعض الأدلة على نيابة أو سفارة أي كان, فإنّ المشاهدات وبعض الأفعال الغريبة لا تداني الأدلة القطعية وأنها أدلة في مرتبة دانية وضعيفة بالنسبة لأدلة انقطاع السفارة. وهو نظير ما مرَّ من تفنيد القرآن وذمه النصارى واليهود لاستنادهم إلى الحس لحكمهم بقتل وصلب النبي عيسى عليه السلام إذ بينا أن وجه الحكم بالبطلان وذم القرآن لهم مع أن الحس دليل يقيني, هو أن الحس دليل يقيني في نفسه أو بالقياس لما دونه أما بالقياس لما هو أعلى منه كاخبارات النبي الاعجازية, فيكون ظناً وتحكيماً للمتشابه على المحكم, فإنّ كشف الدليل الأقوى أثبت وأبين من الدليل الاضعف, فبالتالي ما يترآى من الدليل الأضعف يكون وهماً وظناً وليس بيقين وتشابه وشبهة وهو اصطلاح قرآني خاص كما بيّنا. لذا فإنّ تلك الأدلة القطعية واليقينية لانقطاع السفارة لا تضاهيها ولا تناهضها أدلة المُدعين بل لا يوجد أي احتمال لصحة أدلة المُدعين. فمن الغريب أن بعض الباحثين بدعوى البحث الموضوعي يقول لابد من الفحص في أدلة المدعين للنيابة الخاصة أو السفارة والتثبت من صدقها أو كذبها, وهذا الكلام وإن كان منطقياً بشكل عام كميزان وضابطة في التثبت والبحث لكنه ليس بصحيح وليس بمنطقي إذا كانت تلك الأدلة المُدّعاة في قبال أدلة يقينية عالية, فليس من الصحيح ولا من المنطقي أساساً البحث في أدلة مُدّعي النيابة الخاصة بعدما ثبت انقطاعها بالأدلة اليقينية العالية. فمثلاً بعد أن ثبتت عقيدة التوحيد بالأدلة اليقينية العالية فلو ادعى مدعي أن هناك إلهاً آخر وذكر بعض الأدلة فهل من المنطقي البحث والتثبت من تلك الأدلة بدعوى احتمال تماميتها وصدقها؟!!! بل إن من يتوهم ذلك هو مريض أو متمارض في الادراك فلا ريب ولا شك في عدم موضوعية هكذا بحث, وأن من يحتمل صحة البحث فيه فليس بسليم العقل إذ أن التردد والريب في هكذا اعتقادات ثبتت بالأدلة القطعية اليقينية كما قال تعالى: ((إِنَّما يَسْتَإذنكَ الَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ في رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ))(1) فإنّ التردد في الريب والاسترابة حالة مرضية في الادراك والعقل فليس من المعقول الاعتداد بالسفاسف والتفاهات واعتبارها أدلة في مواجهة أدلة يقينية قوية شديدة. فمن التوصيات المنطقية ما جاء في وصية أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة (إذا استيقنت فامض على يقينك)(2), وهكذا الكثير من الروايات التي دعت إلى الاعتماد والاعتداد باليقين والسير عليه حتى لو كان في قباله شك أو ريب إذ ما دام الانسان استثبت من اليقين ومن مناشئه فعليه السير دون الاعتداد بالتشكيك, فمن تلك الروايات (لا تنقض اليقين بالشك)(3) نعم قبل الاستثبات من اليقين فإنّ البحث والفحص منطقي ومعقول جداً لئلا يبقى متردداً في البيان والبرهان فيكون كمن يعشو في سيره, لذا لابد من الالتفات إلى جميع الاحتمالات لاثبات الصحيح والمنطقي فيها ليصل للبرهان اليقيني ويتثبت فيه ليسير عليه, أما إذا استيقن الانسان فلابد من المضي على ذلك اليقين وعدم نقضه بشكٍ فقوله (لا تنقض اليقين بالشك)(4) يعني الشك الذي ليس له منشأ علمي يناهض ويقاوم اليقين ولايساعد على رفع اليد عن الأدلة السابقة اليقينية, وإلا فإنّ رفع اليد عن اليقين والبحث في أدلةٍ ضعيفة وهمية ليس حالة فحص علمي سليم سديد, بل مرض في العقل والادراك فهو لا يبصر البراهين اليقينية بما أعطاه الله من قدرة الادراك وفطرة الركون لليقين, فهو كمن لا يستنير ولا يستصبح بالنور, بل دوماً يسير في جانب الظلمة تاركاً النور فهي حالة مرضية لعدم استثماره البصر وعدم استعانته بالنور. فمع وجود الأدلة اليقينية على انقطاع النيابة الخاصة والسفارة في عقيدة الغيبة لا معنى للريب والشك ولا معنى لاحتمال صحة التوهمات والهلوسات كأدلة للمدعين بها. كما أنّا لو تنزلنا ونظرنا في مناشيء تلك المُدعيات كالرؤية أو الأفعال الغريبة ووو... نجد أنها في نفسها ليست بحجة فضلاً عن مناهضتها للأدلة اليقينية. وبعبارة أخرى لنا معالجتان لهذه الدعاوى: الاولى: أنها لو كانت حجة فهي أضعف من أن تناهض البراهين اليقينية المثبتة لانقطاع السفارة. والمعالجة الثانية: أن تلك الأدلة في نفسها ليست بحجة لأن مناشيء تلك المدعيات من قبيل الرؤية والعلم اللدني والاطلاع على الغيب من قناةٍ ما لا يكون ذلك صحيحاً وتاماً ومُعتبراً إلا للأنبياء والأوصياء, فإنّ الوحي عبارة عن قناة روحية تربط وتوصل وتنفتح على الغيب, واما العلم اللُدني فلا يكون إلا عند الأنبياء والأوصياء, أما بقية البشر من غير المعصومين فليس لهم طريق مضمون للغيب يرتبطون وينفتحون ويتصلون به عليه, فقد ذكر القرآن أن سبب انكار الامم هو أن كل رجلٍ منهم يريد أن تتنزل عليه صحف مُنشّرة, وبالتالي فكلٌ منهم يريد أن يكون نبياً ليكون منفتحاً على الغيب فيطمئن به, قال تعالى: ((بَلْ يُريدُ كُلُّ امرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً))(5). ولكن واقع الحال عدم وجود القابلية لأي شخصٍ أن يكون نبياً أو إماماً أو لديه ارتباط بالغيب, فإنّ ذلك تابع لمدى القوة الروحية والاستعداد الروحي للانكشاف على الغيب, فإنّ أرواحنا لا شك ولا ريب متصلة بعوالم أخرى ولنا قنوات توصلنا إلى الغيب ولا شك في ذلك, ولكن الكلام كل الكلام في أنا كيف نطمئن على أن هذا الاتصال والارتباط بتلك العوالم وما تصلنا من معلومات من ذلك الغيب كيف نطمئن على صحتها؟ وأنها عن إرادة الله وقضاءه وقدره ومشيئته؟. فإنّ كل ما نستلمه من خواطر وإلهامات وتخيلات وصور منامية أو صور في اليقظة ومكاشفات وسلوكيات وغيرها ليس لها أي ضمانة في الصواب والسداد, وليس لها أي مدار في الحجية, أي لا اطمئنان على صحتها, لأنها تلقي غير المعصوم من قبل المعصوم, فإنّ التلقي والارتباط بالغيب ليس فيه زللٌ ولا خللٌ ولا خطل ولا أي احتمال الانحراف إذا كان تلقي معصوم من معصوم, فحينئذٍ يكون التلقي معصوماً, كما هو الحال في تلقي المعصومين عليهم السلام لذا كان تلقيهم حجة, واعتبر هو منبع الشريعة الوحيد . أما تلقي غير المعصوم فهو وإن كان من المعصوم لكن ما الدليل على أن ذلك المُلقى صحيحاً وليس من أفاعيل الشياطين؟!. فإنّ الشياطين تنفث في النفوس ويتخيل أن ذلك من الله تعالى ولا قدرة لتمييز ذلك إلا للأنفس الطاهرة المطهرة, فإنّ غير المعصوم من سائر الناس ليس له حظ من الرؤيا الالهية ونحوها للاحكام الشرعية وإن توهم ذلك متوهم فليستيقن بأن ذلك من الشياطين فقد أشار القران الكريم إلى عدة من أفعال الشياطين التي تقع على العباد منها: قال تعالى: ((وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ))(6). وقال تعالى: )) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطينُ .تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثيمٍ))(7). وقال تعالى: ((كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ))(8). وقال تعالى: ((وَ اما يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ))(9). وقال تعالى: ((إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ))(10). وقالى تعالى: ((الَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطينَ عَلَى الْكافِرينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا))(11). وقال تعالى: ((لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمينَ لَفي شِقاقٍ بَعيدٍ))(12). وقال تعالى: ((وَ إِنَّ الشَّياطينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ))(13). وغيرها من الآيات التي تبين أن الشياطين يوحون وبطرق مختلفة كالخواطر والميول والرؤى و.... للنفوس المريضة والضعيفة والتي على طريق الزيغ, وعن الباقر عليه السلام قال: (لما ترون من بعثه الله عز وجل للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والصواب للملائكة قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شيء أكثر من الملائكة؟ قال: كما يشاء الله عز وجل, قال السائل: يا أبا جعفر إني لو حدثت بعض أصحابنا الشيعة بهذا الحديث لأنكروه, قال: كيف ينكرونه؟ قال: يقولون إن الملائكة أكثر من الشياطين, قال: صدقت, افهم عنّي ما أقول لك, إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة, وتزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة, حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الامر قيض الله عز وجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا وكذا, فلو سئل ولي الامر عن ذلك لقال رأيت شيطاناً أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيراً ويعلمه الضلالة التي هو عليها)(14). فبعد كل ذلك, أي مجال يبقى للاطمئنان لرؤى ومكاشفات غير المعصوم الذي لا يميز نفث الشياطين من عالم الغيب الحق. لذلك فإنّ مكاشفة المكاشفين والعرفاء والصوفية من إلهامات وخواطر ليست ذا مدار وضابطة في الحجية فإنّ كثيراً من أصحاب السير والسلوك والتصوف والرياضات يقعون في إنحرافات وأخطاء نتيجة تعويلهم على ما يتلقونه من خواطر والهامات ومكاشفات, فإنّ نفس الصوفية والعرفاء ذكروا ذلك مثلاً القيصري في شرح كتاب ابن عربي وكذلك الغزالي وابن عربي نفسه وغيرهم ذكروا بأن مكاشفات غير المعصوم ليست بمعصومة, فلابد أن توزن وتعرض على محك كشف المعصوم وهو القرآن والسنة(15) لأن القرآن والسنة هو تلقي المعصوم عن الله تعالى وعن الغيب, ولا ريب ولا شك في عصمة هذا التلقي والمتلقى, لأن قدرة المعصوم معصومة وغير محدودة في تلقيها عن الغيب كما يصف القرآن الكريم ذلك, قال تعالى: ((وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ في كِتابٍ مُبينٍ))(16) بيان لأحاطة المعصوم. وبعبارة أخرى بمثال حسّي إن درجة استقبال وتلقي المعصوم كالرادار في الكشف وغير المعصوم كالمايكروفونات البسيطة, فللمعصوم روح واسعة محيطة فيها استعداد الكشف والابصار القلبي لكل زوايا العرش والكرسي والسماوات وجهنم والصراط والميزان والبرزخ والموت وتطاير الكتب والحور والملائكة, فإنّ أرواح المعصومين ليس كأرواحنا إذ لها قدرة الاطلاع على عوالم أخرى دون أن تضعف أو تتردد, كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً)(17) أي انه مطلع على تلك العوالم غير عالم الدنيا فلا يؤثر على اعتقاده وروحه إذا كشف له الغطاء, وليس كبقية البشر الذين لم يطلعوا على شيء من تلك العوالم, وأن الله لم يطلعهم على شيء منها لضعف نفوسهم وأرواحهم. يتبع..
| |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الثلاثاء فبراير 12, 2008 1:01 am | |
| وفي رواية أخرى أن شخصاً كان يسير مع الإمام الصادق عليه السلام فمروا بمقبرة بين مكة والمدينة فسأل الشخص الإمام عليه السلام عن حالهم فقال الصادق عليه السلام: (عن عبد الله بن بكير الأرجاني، قال: صحبت أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلاً يقال له: عسفان، ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش، فقلت له: يا ابن رسول الله, ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا، فقال لي: يا بن بكير أتدري أي جبل هذا، قلت: لا، قال: هذا جبل يقال له الكمد، وهو على واد من أودية جهنم، وفيه قتلة أبي الحسين عليه السلام، أستودعهم فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جب الجوى، إلى ان يقول:... قلت له: جعلت فداك فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع، قال: يا بن بكير إن قلوبنا غير قلوب الناس، إنا مطيعون مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمعون، وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا وتتقلب في فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتها، وتتقلب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا مما في الأرضين من كل نبات في زمانه، وتسقينا من ماء كل أرض نجد ذلك في آنيتنا. وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلا وهي نبهنا لها، وما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا وما يحدث فيها، وأخبار الجن وأخبار أهل الهوى من الملائكة، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا أتانا خبره، وكيف سيرته في الذين قبله، وما من أرض من ستة أرضين إلى السابعة إلا ونحن نؤتي بخبرهم)(18) يعني نحن غير المعصومين لو سمعنا ذلك لصعقنا ولما بقيت أرواحنا في أجسامنا, أي متنا لعدم إمكان تحمل ذلك أما المعصومون عليهم السلام فلهم القدرة على أن يروا تلك العوالم. وإن قابليات غير المعصومين الروحية أيضاً تختلف في قوتها واستعدادها للاطلاع على العوالم الأخرى والأسرار كما في الفرق بين سلمان وأبي ذر حيث ورد (لو علم أبو ذر بما في قلب سلمان لكفره أو لقتله)(19) أي ان أبا ذر لا يتحمل ما يتحمله سلمان من علوم وأسرار, وهكذا فإنّ أعلى حالات النفوس القوية موجودة عند المعصوين عليهم السلام فلهم عدسة قوية دقيقة لا يخفى عليها شيء, في حين أن القرآن يصف الشياطين أو الجن بقوله تعالى: ((لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ*دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ *إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ))(20) فللشياطين والعفاريت قوة كشف أيضاً ولكنها لا تُقاس بقوة كشف المعصوم إنما هي حاصلة من خطفة بسيطة أي قبسة فإنّ غير المعصوم حتى لو كانت عنده خواطر وتمثلات وانكشافات ويرى ما لا يراه الناس, فما الكاشف له أن تلك الرؤى والخواطر والغيبيات أنها من الله تعالى أم من الشياطين والعفاريت؟, فإنّ بعض الرؤى والانكشافات قد تصدق لأنه هناك خطفة من الغيب ولكن الخطفة شيء والوحي النبوي شيء آخر, فكثير من عموم الناس وآحادهم إما يغتر أو يُغرر به أنه انكشف له شيء وعلم أموراً غريبة فيرى أن تلك الانكشافات انكشافاتٌ بوحيٍ أو علم لدني أو أو ...الخ, لكنه لا يُميّز أن الموصل اليه هل هو الشيطان أم جبرائيل أم أسرافيل أم ميكائيل...؟ لأن روحه ليس فيها استعداد التلقي, فإنّ نفوس غير المعصوم لم تطلع على تلك العلوم والمباحث, فبمجرد اتصاله بقناةٍ غيبية يرتبك وتضطرب عنده الموازين, فلعله نتيجة ذلك تكون لديه شريعة جديدة وعقيدة جديدة وبعثة جديدة. فإنّ التعامل مع الانكشاف الغيبي مختلف حتى بالنسبة للمعصومين بحسب مراتبهم وقوة وشدة استعدادهم للتعامل مع تلك الغيبيات ودقة موازينهم في التثبت والتعامل مع ما يلقى اليهم, فإنّ الدنيا بأكملها بما لها من جمال تمثّلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام وأنه قال لها (اليك عني قد طلقتك ثلاثاً)(21) فإنّه سلام الله عليه التفت اليها وحدّثها فرفضها وطلقها أي لم يغتر بها مطلقاً, ولكن الدنيا عندما تمثلت للرسول صلى الله عليه وآله فإنّ للرسول صلى الله عليه وآله مشهد أعظم من مشهد علي بن أبي طالب, فإنّه لما نادته لم يخاطبها أصلاً ولم يلتفت اليها كما في روايات المعراج. فإنّ نفوس المعصومين على عظمتها وقوتها لهم مواقف مختلفة في التعامل مع الغيبيات, فرغم علمهم بالغيب فإنّ تعاملهم معه يختلف بحسب اختلاف أرواحهم ونفوسهم, فإنّ أرواحهم لما لها من الاستعداد فإنّها ترقى وتعرج إلى عوالم أخرى غيبية مهولة دون أي ارتباك ولا أي اضطراب لأنها نفوسٌ عظيمة معدّة للوحي والنبوة والانكشاف على الغيب, أما غير المعصوم من نفوس البشر الأخرى فبمجرد اختلاف المشاهد تضطرب عنده الموازين فقد لا يحتاج غير المعصوم لانزلاقه أكثر من إثارة بسيطة وجمالٍ خداع ولو كان زائفاً, إذ لا يستطيع التثبت أمام هذه الاثارات البسيطة, فما بالك لو تمثلت له الدنيا بجمالها وقالت له: أنا الدنيا فهل يبقى على تثبته وتمييزه ويقول اليها اليك عني أم ماذا؟!!! فإنّ غير المعصوم لعدم استعداده وعدم قوة نفسه بل لضعف نفوس غير المعصومين فبمجرد اختلاف المشاهد يحصل الهلع والجزع والفزع والرعب والاضطراب, ففي تلك الحالة إذا ألقي له شيء من الغيب هل له أن يميّزه أنه من الله أم من الشيطان؟, فإنّه قد تظافرت الروايات في أن الرؤى سواء كانت رؤى في المنام أم في اليقظة أم غيرها منها ما هو حديث الشيطان وإفكه وتنزيله, ومنها ما هو حديث النفس ومنها ما يكون رؤى صادقة سواء كانت في اليقظة ام في المنام. أما ما هو حديث الشيطان فإنّ الشيطان يلقي لأوليائه الافك والاثم قال تعالى: ((وَ إِنَّ الشَّياطينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ))(22) وقال تعالى: ((هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطينُ *تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثيمٍ))(23) فإنّ الشياطين يلقون لاوليائهم الافك والاثم. وأما حديث النفس فإنّ النفس بما أودعت من قوى وغرائز فهي كأنما ذوات متعددة وليست ذات واحدة, فالنفس البشرية بسبب ما جهزت به من غرائز وقوى فكأنما كل قوة هي ذات من الذوات و جوهر من الجواهر وهذه النفس إذا طاشت أو جمحت تسول للانسان من تساويل ورؤى حتى في اليقظة, والانسان لخلوه من قدرة التمييز يحسب ذلك من الغيب وكشف الستور في حين أنها من الاعيب النفس الأنسانية. وأما الرؤى الصادقة فهي وإن كانت ممكنة وقد تحصل سواء في المنام أم في اليقظة لكنها إضاءة ضيقة جزئية محدودة لا يمكن التعويل عليها, لان الصدق له مراتب, فصدق المعصوم كالمحيطات أما غير المعصوم فضعيف يتبدد بأدنى شيء, لذا ورد في القرآن الكريم ((وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قيلاً))(24) فأصدقية الله تعالى لا تضاهيها أي مصداقية لانه يحيط بكل الواقعيات وكل المخلوقات, أما نحن فاحاطتنا صغيرة إذ نحن لا نحيط حتى بكيفية ولادتنا ونشأتنا وإنا من أين جئنا والى أين نتجه حتى لو كنا صادقين وعدولاً, فأحاطتنا ضعيفة قليلة فكيف ندعي علمنا بالاطلاع على ذلك؟ أما إحاطة المعصوم فواسعة فإنّهم هم الصديقون بعد الله تعالى بل ان الائمة عليهم السلام هم كبراء الصديقين, كما في بعض الزيارات(25) يعني يحيطون بالكتاب المبين واللوح المحفوظ والقرآن نفسه شهد لهم بالطهارة ثم شهد لهم بانهم هم الذين يدركون ويفهمون القرآن قال تعالى: ((إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ *في كِتابٍ مَكْنُونٍ *لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ))(26) ثم قال تعالى: ((إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً))(27). لذا فلا اعتداد ولا اعتبار بتلقي غير المعصوم وليس له أي مدار في الحجية لعدم الاطمئنان بكونه تلقياً صادقاً اذ هم أنفسهم يخطيء بعضهم بعضاً, فكم من الصوفية والعرفاء وحتى أصحاب السير والسلوك وحتى أصحاب الرياضات نجد بينهم تضارباً لا ينتهي ولا يرتفع فكل منهم يخطيء الآخر لانهم غير معصومين. وبمثال حسي لتضارب الأقوال عن الغيب كما يقال إن أشخاصاً وجدوا فيلاً في ظلام فاعتمدوا على اللمس في تشخيصه فلمس أحدهم ذنبه فقال إنه مخلوق صغير, ولمس بعضهم خرطومه فقال إنه متوسط, وآخر لمس رجله فقال إنه مخلوق كبير, ولمس الآخر بطنه فقال إنه عظيم بل إنه سينفجر..... وما ذلك إلا لعدم الاطلاع والكشف التام وإنما اعتمد كل منهم على ما انكشف له واطلع عليه من طريق ضيق وحكم بموجبه حكماً عاماً. فهكذا غير المعصوم وأصحاب النفوس الضيقة و... فإنّهم إن حصل لهم كشف للغيب فهو كشف ناقص لا يصلح ليكون حكماً صادقاً حقاً يعتمد عليه ويطمئن له. أما المعصوم فله الاحاطة التامة والانكشاف التام, فمثلاً كأنه يرى ذلك المخلوق بتمامه, يرى ذلك المخلوق فيحكم بأنه فيل على ما هو في الحقيقة لأنه مطلع على تمام حجمه لأنه يراه ببصيرته بل يكون له نور يكشف له فيرى ببصره لان كشف ورؤية المعصوم فيها إحاطة قال تعالى: ((إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ*في كِتابٍ مَكْنُونٍ *لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ))(28) و ((وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ في كِتابٍ مُبينٍ))(29) و ((وَ ما يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ))(30). يتبع..
| |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الثلاثاء فبراير 12, 2008 1:04 am | |
| لا مثل غيره يعيش في ظلمة وكدورات النفس ويريد الاطلاع وإيجاد قناة غيبية. ومن العجيب أن غير المعصوم يدعي التلقي والكشف ويحاول اتباع ما تلقاه مع علمه بضعف نفسه وعدم استعدادها ويترك تلقي المعصوم فأي قناعة له أو لمن يتبعه بترك تلقي المعصوم واتباع ما عنده من هلوسات أو خواطر أو رؤى منامية لا اطمئنان بصحتها فعندنا القرآن والسنة التي هي كشف حقاني لأنها وصلت الينا بتلقي المعصوم عن المعصوم فلا حاجة حينئذٍ للاعتماد على تلقي غير المعصوم وإن توهم وارتسم له أنه عن المعصوم فإنّ المشكلة في المتلقى (الرادار أو اللاقطة أو الساحب) فهل لديه نفس قوية ترى الملقى اليه على ما هو عليه ام نفسه ضعيفة لا استعداد لها فتقلبه وتزيفه لذلك تكرر في القرآن قوله تعالى: ((وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَ نَذيراً))(31) أي ما أنزل من الغيب وكشف هو في نفسه حقٌ وجاء ونزل في طريقٍ حقاني غير مشوب بعبث الشياطين وكدورات النفوس الضعيفة وضيق وتلوث أوعية الاستقبال, فهو نظير المرآة فهناك نوع منها سليمة صحيحة غير مشوبة تعكس الصور على ما هي عليها كنفوس المعصومين مثلاً, في حين هناك نوع آخر من المرايا مشوب وليس منتظماً فتعكس الصور بشكل مقلوب أو تضخمها وتكبرها أو تضعفها وتصغرها أو تعطيها ألواناً أخرى بل أحياناً بعض الصور تمسخ عن حقيقتها أصلاً فتري صورة الانسان كأنه جني وقد تظهر القبيح جميلاً, كما قد تظهر الجميل قبيحاً. فهكذا نفوس البشر قد ترى الغيب كهذه المرآة فإنّ الغيب واحدٌ بالنسبة للمعصوم ولغير المعصوم, ولكن الكلام في المستقبل إذ لا ضمان لأن تكون تلك النفوس ترى الغيب على ما هي عليه, هذا لو كان الملقى صادقاً فتكون المشكلة في المتلقي, أما إذا كان التلقي من إيحاء الشياطين فكما أن أولياء الله تتنزل عليهم أنوار آلهية فإنّ أولياء الشياطين تتنزل عليهم الآثام والافك, فإنّ الاثم في نفسه كذبٌ فأولياء الشياطين يحسبون ما القي لهم ملائكة ورسل غيب من الله في حين أنها شياطين, إذ ليس له قدرة التمييز والتفريق بين إيحاءات الشياطين وبين الأنوار الالهية. لذلك فإنّ علماء الرؤية يقولون كلما ازداد الانسان صدقاً في قوله وتعبيره وأمانته ووفائه وسلوكه وتعاملاته وتوجهاته لله وقربه للحق والحقيقة فإنّه يرى الرؤى الصادقة, وكلما زل لسانه وارتكب المعاصي وابتعد من طريق الحق والحقيقة وابتعد عن الله رأى اموراً خاطئة وباطلة, أما المعصوم فحيث إنه لا يرتكب أي معصية وأي ذنب فإنّه لا يرى إلا الرؤى الصادقة, لذا تكون مرآته صافية جلية ويرى الأمور على ما هي عليه, من هنا كانت رؤى الأنبياء رؤى صادقة وحيانية كقوله تعالى: ((وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ))(32) بالنسبة لرؤية النبي إبراهيم عليه السلام وكقوله تعالى: ((وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ))(33) بالنسبة للنبي محمد صلى الله عليه وآله. وعليه فإنّ رؤيا الأنبياء والأوصياء حجة لأنهم بلغوا من الصدق مقاماً عالياً جداً ولما لم يكن عندهم أي إثم ولا افك فلا تتنزل عليهم الشياطين ولا تكون قنوات كشفهم عن الغيب إلا قنوات سليمة صحيحة يرون من خلالها الحق فقط. أما غير المعصوم فمهما يكن من الاستقامة لا يؤمن كشفه حتى العادل لا يمكن الاطمئنان لقناته الغيبية إذ العدالة غير العصمة فإنّ العدالة وإن كانت هي الاستقامة على جادة الشريعة وعدم ارتكاب المعاصي إلا أن ذلك لا يعني عدم ارتكاب المعاصي والأخطاء من دون شعور وبالتالي فإنّ ذلك يكدر نفسه وروحه من حيث لا يشعر حتى لو لم تسجل عليه عقوبة فإنّه يعذر عن العقوبة لعدم علمه أي لجهله بذلك الفعل انه يسبب غضب الله والكدورات النفسية ولكن ذلك لا يمنع من تكدر وتلوث النفس بتلك الأعمال وبالتالي لا تكون قناته للغيب سليمة صافية. فلابد للانسان غير المعصوم أن لا يغتر ولا ينخدع ببعض الانكشافات والرؤى فيعتبرها غيباً ما بعده غيب ووحياً ليس فوقه وحي, وأنه صار نبياً أو نحو ذلك, ويتأول الضروريات والحقائق الدينية والتمرد عليها. فقد يكون للانسان شيء من التقوى فيحسب أن تقواه وورعه سبب انكشاف الغيب له فيؤمن به ولكنه ليس صحيحاً فإنّ تلك لو كانت تقوى وورع لاتبع القرآن الكريم والسنة لانها تلقي معصوم عن معصوم, فهي كشف صادق وحق لا ريب فيه في حين أن ما تلقاه غير المعصوم هو تلقي لا يؤمن ان يكون من الشيطان أو الجن أو العفاريت... فلا ضمانة فيه. فليس من العقل ولا من المنطق ترك ما هو برهاني ويقيني وهو كتاب الله الذي لا يغادر كبيرة ولا صغيرة واتباع مكاشفة أو رؤيا أو نحو ذلك يحتمل أنها صادقة. فلا نمني أنفسنا بمقامات المعصومين من الأنبياء والأوصياء فتسول لنا أنفسنا أن تنفتح لنا قنوات الغيب ولا نتوهم ذلك لغير المعصومين عليهم السلام فاين نحن من سيد الأنبياء وأين نحن من سيد الأوصياء وأين نحن من الائمة المعصومين فإنّ الغيب شاسع مهول ودخوله والتوسط فيه ليس بالامر السهل, فلا يمكن لغير المصطفين الأخيار الذين اصطفاهم الله تعالى بعلمه ليكونوا هم القنوات السليمة والحقانية لارتباط جميع المخلوقات بالواحد الأحد الله سبحانه وتعالى وذلك لما لهم من قوة النفس والاستعداد الحاصل من طهارة النفس فهم سلام الله عليهم ليس كبقية البشر روحاً بل حتى جسداً فإنّ الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله عرج بجسده فضلاً عن روحه إلى سبع سموات فهو ليس بالانسان العادي حتى تسول نفوس البعض الانكشاف على الغيب لمجرد أنه اتقى أو عمل صالحاً أو .... فإنّ لكل ذلك أجراً عند الله وآثاراً حسنة على الروح, لكن ليس للحد الذي نغتر به وندعي الاتصال بالغيب لأنه حصلت لنا رؤيا أو مكاشف أو ... فإيانا إيانا أن نقع في حبائل الشيطان, ونغوي أنفسنا ونغوي الآخرين ونترك الثوابت والبراهين والضروريات مما حصل عن طريق معصوم وهو القرآن والسنة. فالقرآن هو البرهان الواضح والمحجة البيضاء وقد أعجز البشر أربعة عشر قرناً بما ضمن من علوم معجزة ودلائل إعجازية متنوعة ومتكثرة فلا يعقل ولا من المنطقي ترك هذا الوحي وسنة المعصومين من الأنبياء والأوصياء وأتباع الهلوسة والمهلوسين والجن والمجننين والشيطان والمتشيطنين سواء كانت من رؤى أو مكاشفات, وتنويم مغناطيسي أو تحضير أرواح أو تحضير جن أو علوم غريبة كعلم الجفر أو علم الرمل أو علم التوسم أو علم الحروف أو علم الطلسمات أو علم العزائم أو علم البيوت أو علم التنجيم أو علم الكيمياء وغيرها من العلوم التي لا تكون كاملة وتامة الا عند المعصومين أما عند غيرهم فهي ناقصة منقوصة, فنحن لا ننفي هذه العلوم وقدرتها وإمكانها في إثبات الأشياء لكنها لا تعطي البرهان القاطع ولا تكشف كشفاً مفيداً للحجية. نعم قد تكشف لصاحبها بعض الأشياء لكن يجب أن لا يغتر بذلك فليس هو الغيب ولا الواقع ولا هو كل العوالم فمثلاً فلان كتب بعض القضايا في الجفر أو علم الحروف أو... أو .... فعلم أن فلاناً سيموت أو سيولد له كذا أو غير ذلك, لكن ثم ماذا بعد ذلك هل صار بذلك نبياً, هل به علم طريق الجنة وطريق النار هل صار عنده علم الاولين والآخرين وهل... وهل... . ماذا يعني هذا في قبال علم المعصومين بما كان وبما يكون وما لهم من الاحاطة بكل العوالم الغيبية وغيرها لكن للاسف بعض النفوس المريضة والضعيفة تنخدع وتغتر بذلك فيهتمون بمثل هذه السفاسف ويتركون ما هو خير لهم من ذلك فإنّ القرآن الكريم والروايات تؤكد أن الصلاة والصوم والحج وزيارة المعصومين عليهم السلام وغيرها من العبادات لها آثار أعظم مما يتخيل هذا البعض المنخدع بتلك التفاهات والسفاسف, فليس من العقل ترك تلك العبادات أو على الاقل عدم الاهتمام بها وإعطاء شيء من الاهتمام لمثل هذه العلوم الغريبة أو غيرهما بدعوى أنها تكشف لنا الواقع أو تعطينا طريقاً للواقع. يتبع..
| |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الثلاثاء فبراير 12, 2008 1:10 am | |
| الهوامش: (1)- الآية 45 من سورة التوبة.
(2) - في مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة الميرجهاني ج1 ص236 (من كان على يقين فاصابه ما يشك فليمض على يقينه فإنّ الشك لا يدفع اليقين ولا ينقضه).
(3) - الوسائل ج5 ص321, باب 10 من ابواب الخلل,ح3.
(4) - في وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي الجزء الاول ص247 ابواب نواقض الوضوء الباب الاول انه لا ينقض الوضوء الا اليقين (636)6_ وفي الخصال باسناده عن علي عليه السلام في حديث الاربعمائة _ قال: من كان على يقين فشك فليمض على يقينه, فإنّ الشك لا ينقض اليقين).
(5)- الآية 52 من سورة المدثر.
(6)- الاية 97 من سورة المؤمنون.
(7)- الاية 221و222 من سورة الشعراء.
(8) - الاية71 من سورة الانعام.
(9) - الاية 200 من سورة الاعراف.
(10) - الاية 201 من سورة الاعراف.
(11) - الآية 83 من سورة مريم.
(12)- الآية 53 من سورة الحج.
(13) - الآية 121 من سورة الانعام.
(14) - تفسير البرهان: ج4, ص485.
(15)- ذكر الشارح القيصري في شرحه على فصوص الحكم لابن العربي في الفصل السادس والسابع من الفصول التي ذكرها في المقدمة قال: وكما أن النوم ينقسم بأضغاث أحلام وغيرها كذلك ما يرى في اليقظة ينقسم إلى أمور حقيقة محضة واقعة في نفس الأمر وإلى أمور خيالية صرفة لا حقيقة لها شيطانية وقد يخلطها الشيطان بيسير من الأمور الحقيقة ليضل الرائي, لذلك يحتاج السالك إلى مرشد يرشده وينجّيه من المهالك والأول إما أن يتعلق بالحوادث أو لا. فإن كان متعلقاً بها فعند وقوعها كما شاهدها أو على سبيل التعبير وعدم وقوعها حصل التمييز بينهما وبين الخيالية الصرفة وعبور الحقيقة عن صورتها الأصلية إنما هو للمناسبات التي بين الصور الظاهرة هي فيها وبين الحقيقة ولظهورها فيها أسباب كلها راجعة إلى أحوال الرائي وتفصيله يؤدي إلى التطويل. وأما إذا لم يكن كذلك (أي الرؤيا غير الاخبارية بالمستقبليات) فللفرق بينها وبين الخيالية الصرفة موازين يعرفها أرباب الذوق والشهود بحسب مكاشفاتهم كما أن للحكماء ميزاناً يفرّق بين الصواب والخطأ وهو المنطق. (منها): ما هو ميزان عام وهو القرآن والحديث المنبيء كل منهما على الكشف التام المحمدي صلى الله عليه وآله. (ومنها): ما هو خاص وهو ما يتعلق بحال كل منهم القابض عليه من الإسم الحاكم والصفة العالية عليه. أقول: فترى أن الميزان عندهم لكون ما يرد على القلب وما ينكشف له _سواء بالرؤية في المنام أو في اليقظة أو بغير الرؤية من الإلهام القلبي وغيره_ الميزان بين الحق والحقيقي منه وبين الباطل والشيطاني والخيالي الذي لا واقعية له هو القرآن الكريم والسنّة المطهرة. وقد برهن الشارح القيصري على ذلك بحسب مصطلح علم العرفان بقوله في الفصل السابع. ولما تكان كل من الكشف الصوري والمعنوي على حسب استعداد السالك ومناسبات روحه وتوجّه سرّه إلى كل من أنواع الكشف وكانت الاستعدادات متفاوتة والمناسبات متكثرة صارت مقامات الكشف متفاوتة بحيث لا يكاد ينضبط وأصح المكاشفات وأتمها إنما يحصل لمن يكون مزاجه الروحاني أقرب إلى الاعتدال التام كأرواح الأنبياء والكمل من الأولياء صلوات الله عليهم. المقطع المتقدم منقول بتمامه من كتاب دعوى السفارة في الغيبة الكبرى للمصنف (حفظه الله تعالى) ص91.
(16)- الآية 59 من سورة الانعام.
(17) - في منتهى المطلب للعلامة الحلي الجزء الثالث وقال امير المؤمنين عليه السلام: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً, وكذلك في مناقب آل ابي طالب لابن شهر اشوب الجزء الاول ص317 وفي مستدرك سفينة البحار ص163 وغيرها.
(18) - كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 539 - 542
(19) - في الكافي للشيخ الكليني الجزء الاول ص401 باب فيما جاء ان حديثهم صعب مستصعب الحديث الثاني عن علي بن الحسين عليهما السلام (والله لو علم ابو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخا رسول الله صلى الله عليه وآله بينهما فما ضنكم بسائر الخلق).
(20)- الآيات 8و9و10 من سورة الصافات.
(21)- في نهج البلاغة الجزء الرابع ص17 ومن كلام له في القدر قال عليه السلام: يا دنيا يا دنيا اليك عني أبي تعرضتي ام الي تشوقتي لا حان حينك هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها فعيشك قصير وخطرك يسير وامدك حقير آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد).
(22)- الآية 121 من سورة الانعام.
(23)- الآيات 221 و222 من سورة الشعراء.
(24)- الآية 122 من سورة النساء.
(25)- اشارة إلى ما رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ص742 في زيارة لامير المؤمنين عليه السلام جاء فيها السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه مسؤولون السلام عليك ايها الصديق الاكبر.
(26) - الآيات 77 و 78 و79 من سورة الواقعة.
(27) - الآية 33 من سورة الاحزاب.
(28)- الآيات 77و78و79 من سورة الواقعة.
(29)- الآية 75 من سورة النمل.
(30)- الآية 7 من سورة آل عمران.
(31)- الآية 105 من سورة الاسراء.
(32)- الآيات 104و105 من سورة الصافات.
(33)- الآية 60 من سورة الاسراء.
http://www.m-mahdi.com/temp/0004.htm
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول..
| |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الأربعاء فبراير 13, 2008 9:39 am | |
| المقال الخامس: التشرف برؤية الامام المهدي عليه السلام لايعني الحجية
إن مصادر التشريع منحصرة بتلقي المعصوم عن الحق تعالى, أما تلقي غير المعصوم فليس له حجية لأن الله تعالى أمرنا بالأخذ من ذلك الطريق وهو التلقي من المعصوم وكل ما عداه غير معتبر عنده تعالى. ولكن هذا لا يعني عدم إمكان الاطلاع على بعض الغيب كما قال تعالى: ((إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ))(1) ولكن كل ما هناك أن هذا العلم لا حجية له. ونفس هذا الكلام نقوله في انقطاع السفارة فإنّه بعد أن ثبت بالدليل وصار من ضروريات مذهب أهل البيت عليهم السلام فإنّ ذلك لا يعني عدم إمكان التشرف برؤية الإمام المهدي عليه السلام, بل هو ممكن ولكن ذلك لا يعني أي منصب أو عنوان من عناوين الحجية, بل غاية ما فيه أنه يتشرف بالرؤية فحسب, وهذا التشرف من الأمور الواقعة لكثير من العلماء وغيرهم من المؤمنين, وقد ذكرت المئات بل الآلاف من القصص والروايات والمواقف والمشاهدات من هذا القبيل, وما ذلك إلا لأن المناصب الدينية والحجية لها أنظمة خاصة ومراتب خاصة لا تحصل بمجرد الرؤيا. رياضات النفس وفعل الأعاجيب: يذكر أحد وكلاء المرجع الديني الراحل السيد الكلبايكاني وكان في باكستان والهند يذكر ذكريات السنين التي كان يعيشها هناك في الهند والباكستان عن جملة من المرتاضين غير المسلمين بل من الكفار والهندوس فإنّهم يستطيعون ببعض الرياضات ان يوقفوا قطاراً ومنعه من السير وتعطيل طائرة عن الطيران وغير ذلك الكثير من الاعاجيب, لكن هذا لا يعني أن هذا الشخص المرتاض له وحي أو له ولاية تكوينية أو...., بل هذه نتيجة رياضات النفس فإنّ للنفس قدرات عجيبة إذا روضها الشخص برياضات خاصة يستطيع فعل الأعاجيب, فإنّ أحد المرتاضين مثلاً كما يذكر ذلك من ذهب للهند حيث رأى أحد المرتضاين يستطيع ان يبقى في القبر ستة أشهر من دون أي طعام ولا شراب بل حتى من دون تنفس, فإنّه بالتنويم المغناطيسي استطاع ترويض نفسه على ذلك وغيرها من الأفعال التي يفعلها البعض كبلع المسامير وإدخال السيف في الجسد أو يخبر عن مواقف وأفعال الآخرين الماضية من خلال الكلام مع الجن أو القرين ممن قد يخطف الخطفة, كما ذكر ذلك القرآن الكريم, فإنّ مثل هذه الأفعال الخارقة والعجيبة ليست ببعيدة عن السحرة والجن والعفاريت, كما يقول القرآن الكريم في عرش بلقيس: ((أَنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ))(2) فهذا عفريت من الجن من الشياطين وليس من الملائكة وعد بأن يأتي بعرش بلقيس من اليمن قبل قيام النبي سليمان عليه السلام من مجلسه أي في ظرف ربع أو نصف ساعة, ولكن هذا هل يعني أن ذلك العفريت صار جبرائيل أو صار وحياً أو نحو ذلك؟ كلا فإنّه عفريت من الشياطين ليس إلا, فكل ذلك ليس وحياً ولا نوراً يكتشف به الواقع والغيب كما يتصور بعض السذج والمغرر بهم, بل هي من امتحانات الله التي يبتلي بها الناس ليمتحن بصائرهم فإنّ مثل هذه الأعمال قد تكون للعفاريت والجن والكفار المرتاضين و.... ولا تكون لبعض المؤمنين وليس له القدرة على إنجاز شيء أبسط من ذلك, ولكن مع كل هذا فإنّ المؤمن الضعيف الذي ليس له أي قدرة يكون ناجياً في الآخرة ومن أصحاب الجنة ورضوان الله تعالى في حين يكون ذلك الفاعل للأعاجيب من أهل النار وممن غضب الله تعالى عليهم, وليس هذا بالغريب فإنّ إبليس زوده الله تعالى بقدرات عظيمة فإنّه يستطيع أن يوسوس ويخترق كل النفوس البشرية وهذه قدرة جبارة ليست عند أعظم القوى كالدول الكبرى بما لها من علوم وطاقات وقدرات و...و... كما أن لابليس قدرة التشكل بأشكال وألوان مختلفة وله قدرة تزيين الأعمال ويحدث الخواطر في النفس ويجذب الناس إلى حيث يشاء, وربما له قدرة الذهاب إلى قرب السماء الاولى فإنّ قدرات إبليس قدرات هائلة وليست بالسهلة ولكنها لا تدل على ألوهيته ولا مكانته عند الله تعالى, بل هو إبليس على ما هو عليه من اللعن والطرد. والقرآن الكريم يسطر لنا هذه الأمثلة كي لا ننخدع بل لابد من الرجوع للعقل وضروريات الدين والسنة, فالقرآن الكريم يعتبرها أعظم من تلك الأعاجيب والمظاهر من طي الارض والزمان والرؤى والمكاشفات و... فبحسب المفهوم القرآني هذه ليست ميزان هداية, بل حتى مثل الحصول على بعض الاسم الأعظم كبلعم بن باعورا ليس لها قيمة في الحجية, فقال تعالى: ((وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذي آتَيْناهُ آياتِنا فإنّسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوينَ))(3) وقد ورد أنه لو قريء على ميت سبعين مرة سورة الفاتحة وحيَّ فليس ذلك بغريب(4), بل حتى من خلال العلوم الحديثة فإنّهم توصلوا لنتائج عجيبة غريبة من خلال إعمال العلوم الأكاديمية من كيمياء وفيزياء ومراتب الطاقة وعلم النان والكوانتم(5) وغيرها بحيث اصبح لهم قدرة أن يكون الشخص موجوداً في مكان ثم فجأة يختفي ولا يرى. فإنّ بعض الكرامات التي يحصل عليها بعض الزهاد والأولياء والصالحين والمتقين أو نتائج العلوم الاكاديمية..... فما هي إلا كرامات يعطيها الله تعالى لهم ولا تدل على العصمة ولا على السداد بقول مطلق, فعلينا أن لا نفقد قدرة التمييز بين العصمة والسداد والتي تفيد الحجية وبين هذه الكرامات من الله تعالى أو نتائج وأفعال النفس نتيجة الرياضات. فإنّ بعض أولئك أصحاب الكرامات أو الرياضات على ما هم عليه من الزهد والتقوى أو الرياضات إذا نظروا في مسألة في العقائد أو الفقه تجدهم يخطأون ويتخبطون بجهلهم, بل ربما بعضهم يعتقد بمسألة عقائدية أو فقهية بشكل معكوس فيرى الحلال حراماً أو الحرام حلالاً. فالقرآن الكريم يريد أن يبين لنا أن التقوى والزهد والصلاح والعفاف والأخلاق الحسنة النبيلة فإنّ كل ذلك شيء والعصمة شيء آخر, فالعصمة فوق ذلك ولها ضوابطها الخاصة وموازينها وقنواتها. فلا ننخدع بذلك إذا حصل لنا أو لغيرنا, فإنّها إمتحانات يمتحننا الله تعالى بها في المعرفة والبصيرة, فسبحان الله كيف يمتحن الخلق بالحق وبالباطل بل يمتحن حتى بالحبوة الالهية فينعم الله تعالى على عبد بصلاح أو تقوى ونحوها ليرى هل ينغر أو ينخدع؟ فلابد من التواضع والخضوع والتذلل لله تعالى وعدم الانحراف والانجراف وراء مكاشفة أو رؤية أو علم غريب أو نحو ذلك. فهذا بلعم بن باعورا خصه وحباه الله تعالى بحرف من الاسم الأعظم وجعله بذلك تحت الامتحان والاختبار كما ورد ذلك في الروايات ولكنه لم يكبح جماح نفسه, بل راح يطلب ما ليس له فوقع في الانحراف قال تعالى: ((وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذي آتَيْناهُ آياتِنا فإنّسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوينَ *وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))(6) والأسم الاعظم ليس قولاً باللسان يصوّت بل هو الروح الأعظم, وإعطاء حرف منه يعني الارتباط الروحي بدرجة من التأييد منه, ومع كل ذلك لم تكن نفس بلعم بن باعورا وشهوتها قد خمدت, بل تغلبت في النهاية عليه, وأرادت تسخير هذا الارتباط الروحي بالاسم الأعظم تحت امرتها, فكانت العاقبة أن انسلخت نفس بلعم عن هذا الارتباط والتأييد, فرغم القدرة التكوينية والمقام الذي وصل اليه, إلا أن ذلك لم يضمن عدم وقوعه في الخطأ والمعصية, ولم يمنعه من الشطط والخطل. ومن ثم قال جملة من المحققين من أهل المعرفة من الإمامية أن الشطط الذي يصيب وتعتور وتعرض على أهل الرياضات الروحية دالة وكاشفة عن عدم سيطرتهم على جبل النفس وأنانية الذات, ففرعونيته بدل ان تموت تزداد قوة بقوة الرياضات الخاطئة أو غير المتقيدة بالشريعة, فالطريقة تكون بدون الشريعة طريقة شيطانية بدل أن تكون رحمانية, ومن ثم كان الفقه أمان من الزيغ والضلال لاصحاب الرياضات الروحية, كما هو امان لبقية شرائح الأمة عن الانحراف, وهو من معاني أن التمسك بالثقلين أمان عن ضلال الامة. وفي الحقيقة أن دفائن طبقات النفس على تركيب غامض, فتجتمع ظواهر من الصفات الفضيلية العالية مع هذه الرذائل ذوات السوء الشديد. فعلى ذلك ينبغي الالتفات إلى أن الرياضات الروحية تكسب النفس قدرات خارقة, كطي الأرض, وقراءة الضمير, والتراءي في منام الآخرين, والتصرف في تلك الرؤى, وقراءة الأعمال الماضية أو المستقبلية, وغيرها من قدرات النفس التي قد يطلق عليها علماء الروح والنفس الجدد المحدثين: قوة التخاطر, والجلاء البصري والسمعي, والتنويم المغناطيسي, وغيرها من قدرات وحركات الروح والاتصال مع أرواح الموتى, وأنه لتحكى أفعال خارقة عن مرتاضي الهند أو فرق الصوفية المختلفة في الصين وشرق آسيا وغيرها من المناطق, إلا أن كل ذلك ليس علامة النجاة ورضا الرب تعالى, فإنّ موطن ذلك التقوى والطاعة له تعالى. الهوامش: (1) - الآية 10 من سورة الصافات. (2) - الآية 40 من سورة النمل. (3) - الآية 175 من سورة الاعراف. (4) - كشف الغطاء ج2 ص301. (5) - علم النان والكوانتم من العلوم الفيزيائية الجديدة والتي تهتم بدراسة أصغر الجسيمات الإلكترونية الحاملة للطاقة. (6) - الآية 175 و176 من سورة الاعراف.
http://www.m-mahdi.com/temp/0005.htm --- التوقيع --- مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الخميس فبراير 14, 2008 4:18 am | |
| المقال السادس: حدود النيابة الخاصة والسفارة
اتضح أن النيابة الخاصة والسفارة لا تعني العصمة والسداد وإنما لها دائرة حجية من الحجج، كالفقيه فإنّ الفقيه مرجع ويُتّبع وفق منهج ومدرسة أهل البيت عليهم السلام من دون أن يعطى درجة العصمة وعدم الخطأ, وإنما له حجية في ضمن غير الضروريات ما دام محافظاً على الضروريات وما دام واجداً للشرائط من العلمية والفقاهة وكون الاستنباط من مصادر أهل البيت عليهم السلام لا من القياس والاستحسان ونحوها وإلا لم يكن له ذلك المنصب ولا ذلك الدور ولا تلك الحجية، إذاً فحجية الفقيه متولدة من حجج أرفع منه وما دام محافظاً على الارتباط مع تلك الحجج الأرفع والأعلى تبقى له الحجية. كذلك الحال في النائب الخاص والسفير, فإنّما دوره في غير الضروريات وفي غير دائرة الفقهاء, فإنّ مجال ودائرة حجية الفقهاء والسفراء لا تتقاطع ولا تلغي أحدهما الأخرى كما تقدم بيان ذلك, فإنّ مساحة ودائرة كل منها غير مساحة ودائرة الأخرى. وفي هذا البحث نلفت النظر الى نكتة وظاهرة مهمة جداً في الغيبة الصغرى ونيابة النواب الأربعة رضوان الله تعالى عليهم وهي أن فقه أهل البيت عليهم السلام في فترة الغيبة الصغرى لم يتغير عما كان عليه من مسار الإمامية في حضور الأئمة عليهم السلام من العقائد والفقه والسنن والثوابت الأخرى، ومما لا إشكال فيه أن ذلك ببركة وجود الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه, فإنّ ما نقله السفراء رضي الله عنهم عنه عجل الله تعالى فرجه من روايات وأحاديث يكشف عن تبعيته لمنهج آبائه وأجداده الأئمة عليهم السلام ولضروريات وفرائض الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وآله حيث تقدم وإن ذكرنا بأنّ نسبة كبيرة مما كان يصدر من توقيعاته الشريفة كانت تتضمن إرجاعاً إلى تراث آبائه من الروايات والسنن, لأن ذلك التراث فيه ضروريات سنن النبي صلى الله عليه وآله وضروريات سنن آبائه ولا يتوهم متوهم أن يصدر توقيعاً منه عجل الله تعالى فرجه فيه مخالفة لتلك الضروريات. وهذه ملامح مهمة ونكتة جوهرية في مسيرة عقائد الإمامية ومسيرة فقه أهل البيت عليهم السلام فإنّ تلك العقائد وذلك الفقه ظل بنفس الطابع واللون الذي كان عليه قبل الغيبة الصغرى وهذا إنما يدلل على أن دائرة النواب والسفراء الخاصة هي دائرة محدودة فهم بمثابة مدير شعبة إدارية لتنفيذ جملة من البرامج والاداريات والسياسات التي يعهدها الإمام المعصوم إليهم لا أن دورهم يقصي الفقهاء ولا يتطاول على التراث الضروري لأهل البيت عليهم السلام, ومن ذلك تتضح لنا دائرة نيابتهم وحجيتهم وأنه ليس فيها أي غموض فدورهم جمع الحقوق وتنفيذ بعض السياسات الادارية في نظام الشيعة. هذه ملامح الغيبة الصغرى نتيجة عدم تقاطع وعدم تطاول دائرة حجية النواب مع دائرة الفقهاء ودائرة الائمة عليهم السلام وهي نظير تعيين رسول الله صلى الله عليه وآله أسامة بن زيد قائداً للجيش, فإنّ ذلك لا يتوهم منه أنه أصبحت لأسامة حجية مطلقاً أي له مطلق الصلاحيات, بل إن صلاحيات أسامة فقط في حدود قيادة الجيش. ونظير قول أمير المؤمنين عليه السلام في مالك الاشتر (رض): (كان لي مالك كما كنت لرسول الله صلى الله عليه وآله)(1) ولا يتوهم من ذلك أن مالكاً صار وصياً بعد أمير المؤمنين بدلاً من الحسنين فليس الأمر كذلك, فإنّ الأمير سلام الله عليه أراد بيان مدى خلوص ومحبة وتفإنّي مالك (رض) في نصرة أمير المؤمنين ولم يرد بذلك تسجيل العصمة والحجية لمالك فليس الأمر كذلك, فإنّ الاستدلال والاستنباط له موازين والاستظهار له موازين, فإنّ التشبيه باب في علم البلاغة من اللغة العربية والتشبيه أيضاً له قواعد وموازين, فإنّ التشبيه دائماً يكون فيه جهة شبه وليس في كل وجوه الشبه فهذه قواعد في اللغة العربية، والقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام إنما يتكلمون بلغة العرب وليس بلغة أخرى جديدة أو جفر أو غيرها مما يكون فيها غموض على السامع, لذا فلا بد من إعمال موازين اللغة من الصرف والنحو والبلاغة و.... لأجل منع المهلوسين والطامعين واصحاب الرايات الضالة.... . فإنّ تحكيم تلك الضوابط والموازين فيه خلاص من الزيغ والانحراف والوقوع في مثل تلك التوهمات, فإنّ الله تعالى ورسوله الكريم وآله الأطهار حدثونا بحسب قوانين اللغة العربية, وإلا لو أرادوا الحديث بلغة جديدة مشفرة فإنّه بحسب الموازين تكون سفسطة, فإنّ هذه الموازين يعملها الانسان بدقة وعمق أكثر فأكثر ليصل للنتائج الصحيحة, ومع إعمال الموازين بالشكل الصحيح لا نتصور الوقوع في الغموض وإلا فإنّه لو كان رفع اليد عن الموازين في استنطاق الأدلة فإنّ ذلك باب لتدمير الدين والقفز والتمرد على ضرورياته, فإنّ أحد النوافذ التي يستخدمها أصحاب الفرق الضالة هي باسم التأويل أو التفسير أو الاستظهار والاستنباط والاستنطاق, فإنّ ذلك يؤدي الى تكلفات وتمحلات وسفسطات ونحوها ما أنزل الله بها من سلطان وكل ذلك بدعوى وحجة عدم معرفة الأسرار والمعارف, فتستخدم تلك الفرق الضالة الهلوسة ونوعاً من غسل الدماغ ونحو ذلك للوصول الى مآربهم وأطماعهم, ولكن كيف يمكن ذلك مع أن الأنبياء والمرسلين والائمة يحاجون بحجج ومنطق وموازين وأدلة ومن دون ذلك يكتشف عدم حجيتهم, فكيف يتوهم متوهم ويستجيب لتلك الدعاوى الضالة والهلوسات والاستظهارات واستنطاق الأدلة بخلاف الموازين, فإنّ فتح مثل هذا الباب على مصراعيه بحيث يكون كيفما يكون لرائق ومتأول أن يُحدث ما يريد و... فإنّ ذلك يؤدي الى خراب الدين واضطراب منظومة حجية وموازين وطرق استنطاقه واستدلالاته، وإلا لِمَ استعمل الله عز وجل اللغة لغة اللسان العربي بالذات فما ذلك إلا لأجل معرفة مُرادات الله منّا ولا يُتصور أنه تعالى يبيّن مراداته بألغاز وإلا كانت سفسطة وإنكار الضروريات والبديهيات والعياذ بالله. أما بتوسط الموازين الصحيحة والأدلة فمهما ترامت وتعمقت النتائج وازدادت غموضاً فإنّا حينئذٍ لا بد من الوصول اليها كما في علم الرياضيات أي معادلة بعد معادلة ومرحلة بعد مرحلة حتى لو أدى ذلك الى اكتشاف شيء عجيب لم تعرفه البشرية فإنّه يكون مقبولاً, لأنه ناتج خطوات ومراحل وفق موازين صحيحة وإلاّ من دون الموازين الصحيحة نضل الطريق المستقيم ونقع فريسة للطامعين والمضلين.
الهوامش: (1) - في أعيان الشيعة للسيد محسن الامين الجزء التاسع ص41 في حديثه عن مالك بن حارث الاشتر (ولقد سر معاوية بمقتله, فقال: كانت لعلي يمينان قطعت احداهما بصفين يقصد عمار بن ياسر وقطعت الأخرى بمصر ويقصد مالكا. اما الإمام علي المحب المفجوع بصديقه الامين فقد قال فيه: كان لي مالك كما كنت لرسول الله.
http://www.m-mahdi.com/temp/0006.htm
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول..
| |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الجمعة فبراير 15, 2008 10:12 am | |
| المقال السابع: من هم المهديون الاثنا عشر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين من الأدلة التي استدل بها المدّعي احمد بن الحسن على أنه ابن الإمام المهدي عليه السلام وسفيره إلى الناس كافة وانه هو المعصوم رواية يرويها الشيخ الطوسي ونقل صاحب كتاب الرد الحاسم على منكري ذرية القائم هذه الرواية وجعلها حسب ترتيبه الدليل التاسع على أن المدعو احمد إسماعيل كاطع ابن الإمام المهدي عليه السلام حيث قال في صفحة 8 الدليل التاسع روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام خبراً ذكر فيه، وذكر الخبر، ونحن هنا ننقل الخبر بتمامه عن الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ثم نقف مع هذا الخبر سنداً ودلالة لنتفحص صحة ما يدعيه هذا المدعي. قال الشيخ الطوسي في الغيبة(1): 111 - أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه: عليا المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لاحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غدا، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام. فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، ( فإذا حضرته الوفاة ) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين)). وهذه الرواية مناقشة من جهتين بل ثلاث جهات:- أولاً: من جهة سندها:- ان هذه الرواية عامية المذهب فهي ليست بحجة خصوصاً في قضية عقائدية مهمة كإدعاء العصمة والنيابة الخاصة والارتباط النسبي بالإمام المهدي عليه السلام حيث صرح الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في كتابه (الإيقاظ من الهجعة في البرهان على الرجعة) في الباب الحادي عشر ان الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة في النص على الأئمة عليهم السلام. ان الشيخ الطوسي قال اخبرنا جماعة وهذا القول موهن للرواية إذ لم يقل من هم هؤلاء الجماعة وهل هم من أصحابنا أم من غيرهم هذا إذا تنزّلنا عن القرينة الأولى التي ذكرها الحر العاملي، وإلا فمعها لا يكون الجماعة مع عدم ردفهم بأصحابنا إلا من العامة. ان الرواية ضعيفة بكلٍ من علي ابن سنان الموصلي فهو بين من صرح بجهالته وكونه عامي المذهب وبين من لم يذكره من علماء الرجال، واحمد بن محمد بن الخليل الذي لم يذكر، وجعفر ابن احمد البصري والحسين ابن علي بل وغيرهم الذين لم يرد لهم ذكر في كتب علمائنا الرجاليين. ان نفس صاحب كتيب الرد الحاسم لم يستدل بها على المقصود (أي ان هذه الرواية مع عدهم لها دليلاً إلا أنهم يرون حسب ما ينقله العقيلي هذا أنها غير تامة الدلالة) راجع صفحة 19 من الكتيب الانف الذكر. ثانياً:- من جهة دلالتها:- ان في الروايات اضطراب إذ تذكر أن لهذا المهدي الأول ثلاث أسماء ثم تُعد له أربعاً إذ قالت ((ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين)) وأنت ترى ان الرواية تصرح بان الأسماء الموجودة أربعة هي: اسم كإسمي (أي محمد) صلى الله عليه وآله وسلم. وإسم كاسم أبيه صلى الله عليه وآله وسلم (عبد الله). واسم احمد. والاسم الرابع المهدي فهذه أسماء أربعة ذكرت في الرواية مع ان الرواية تصرح بان له أسماء ثلاثة فقط (فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي). فهذا اضطراب واضح في الرواية لا يمكن الأخذ بها معه. إن الرواية ليس فيها تصريح بان يسلّم الإمامة وقيادة الأرض إلى ابنه، كيف ذلك وان الروايات الأخرى الكثيرة والمعتبرة تصرح بان هؤلاء ليسوا بأئمة وهم من ذرية الحسين عليه السلام بل وأن من يستلم الإمامة بعد المهدي عليه السلام هو الإمام الحسين فلا بد أن يكون الضمير في فليسلمها عائداً إلى بعض المسؤوليات والوظائف التي يقوم بها هؤلاء المهديون في ضل إمامة الأئمة عليهم السلام ومما يؤيد أنها غير عائدة على الإمامة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصرّح في نفس الحديث بقوله (فذلك اثنا عشر إماماً) وهذا قرينة سياقية على أن المراد بفليسلمها ليس الإمامة وإلا للزم التنافي بين هذا الحمل وبين المقطع المتقدم من النبي الأكرم بل وبين الوضوح القائم على تشخيص الأئمة وتحديدهم بالإثني عشر. إن الأدوار المناطة لهؤلاء المهديين لا تكون إلا بعد ظهور الإمام المهدي عليه السلام ولا توجد رواية تصرح بان لهم دوراً معيناً قبل ظهوره. إن الرواية قالت هو أول المؤمنين ولم تقل هو أول الأئمة بعد الإمام المهدي ولم تصرح بان له دوراً قبل ظهوره ولم تتحدث عن ان هذا الابن معصوم. إن هذا الرواية تعارضها روايات كثيرة وأكثر اعتباراً منها (بل إن قولنا تعارضها مبني على التنزّل إذ أن هذه الرواية لا يمكن أن تكون معتبرة بحالٍ مع ما بينّاه) تقول أن من يكون بعد المهدي من غير الأئمة من المهديين هم من ذرية الحسين عليه السلام ولم نقف على رواية تصرح بأن المهديين من ولد المهدي سوى ما يستفاد من هذه الرواية العامية التي عرفت شأنها. ثالثاً: البحث الأصولي:- غير خافٍ على من له أدنى اضطلاع في كتب العقائد أن خبر الآحاد ليس بحجة في العقائد وهذا ما يصرح به علماء الشيعة كالشيخ المفيد الذي يقول (ولا يجوز ان يُقطع بخبر الواحد في الدين) بل أن هذا القول يُنقل عن اتباع هذا الدعي إذ يصرّح العقيلي في كتيبه الانف الذكر في صفحة 51 حيث يقول (إن قضية الإمامة والنيابة من العقائد والعقائد لا يجوز فيها التقليد بإجماع الشيعة) ويقول في صفحة 43 وفي صفحة 27 وفي صفحة 28 على التوالي ما هذا نصه (كما قلت إن هذا الخبر آحاد ظني الصدور لا يصلح للاستدلال العقائدي)، (وخبر الآحاد إذا كان صحيح السند وليس مرسلاً عند الأصوليين لا يفيد علماً ولا عملاً ولا يستدل به في أصول العقائد)، (لا يجوز العمل بالرواية إلا إذا كانت قطعية الدلالة أي أن لها وجه واحد ولا تحتمل غيره). فبمقتضى هذه الأبحاث الثلاثة يتبيّن سقم هذا الدليل الذي استدلوا به على بنوّة احمد إسماعيل كاطع للإمام المهدي عليه السلام. الهوامش: (1) - الغيبة - ص 150 - 151
http://www.m-mahdi.com/temp/0007.htm --- التوقيع --- مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة السبت فبراير 16, 2008 10:28 am | |
| المقال الثامن: كفر مدّعي السفارة كفر مُدّعي السفارة:
يذكر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وفي كتب الشيعة الروائية الأخرى التي تحفل بذكر أحداث الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى يذكرون فتوى لابن قولويه وهي (من ادعى النيابة الخاصة والسفارة بعد السمري فهو كافر مُنمس (محتال) ضال)(1) وهذه الفتوى لم يتبناها ابن قولويه فقط وإنما الكثير من المتقدمين من فقهاء الغيبة الصغرى والكبرى تبنوها كالشيخ الطوسي إذ يتضح ذلك من كلامه في الفرق البابية أو التي ادعت النيابة في الغيبة الصغرى. والسؤال في المقام أن أولئك الفقهاء لِمَ حكموا بكفر المُدّعي للسفارة أو النيابة الخاصة, وهل هناك تخريج صناعي لهذه الفتوى ولِمَ لم يقل الفقهاء عن المدعين إنهم أهل ضلال وما داموا على الشهادتين فهم مسلمون, اذ لا مانع أن تكون بعض الفرق داخلة في الاسلام ولكنها ضالة أي ضلت عن إصابة الايمان أي زاغوا ولم يهتدوا للايمان؟ يتبين ويتجلى التخريج الصناعي لحكم الفقهاء بالكفر بناءً على ما ذكرناه ووضحناه من منظومة الحجج, إذ أن أولئك الذين اعتقدوا بنيابة هؤلاء النواب المدعين زيفاً حكّموا حجية هؤلاء المدعين على ضرورات الدين, وهذا بغض النظر عن زيف دعواهم لأنه قد يحكم عليهم بالضلال والافتراء والكذب كما ورد في التوقيع المبارك, ولكن الأمر الذي دائماً ما يُبتلى به هؤلاء المدعون زيفاً وحيلة ودجلاً ونصباً للنيابة الخاصة وأتباعهم كذلك, أنهم يتبنون تحكيم قولهم على ضروريات الدين لأنهم يأخذون قولهم بنحو محتم ويتأولون ويلتوون ويلتفون ويقفزون حتى على ضروريات سنن أهل البيت فضلاً عن سنن النبي صلى الله عليه وآله وضرورات فرائض الله, ومن الواضح أن الذي يلتف أو يعتقد في شخص أن له حجية تهيمن وتكبر حجية أئمة أهل البيت وحجية النبي وحجية الله, فإنّ هذه هي الالوهية، فأولئك المدعون إما أن يبتلوا بالألوهية وإن لم يقولوا نحن آلهة وإما أن يدّعوا بأنّ لهم صلاحيات في تغيير ضروريات دين الله وسنة نبيه وبالتالي فإنّ التمرد _ولو بالتأويل_ على ضروريات دين الله فهو تأليه وكفر وخروج عن الاسلام, والتمرد على ضروريات سنن النبي صلى الله عليه وآله أيضاً خروج عن الإسلام، والمتمرد على ضروريات سنن الائمة عليهم السلام فهو ليس بمؤمن وبالتالي هو كافر بمعنى الكفر المقابل للايمان وإن لم يكن كافراً بمعنى الكفر المقابل للاسلام. وعليه فإنّ أولئك المُدعين للنيابة أو السفارة أو أتباعهم يتبنون كون حجية المدعين تعلو ضرورات الدين, فهو تأليه وإن لم يُسموه ألوهية، لذلك كفّرهم فقهاء الغيبة الصغرى, فإنّه لابد من التمسك والانقياد والتخضع لضروريات الدين من قبل الجميع حتى الرسول، ولابد من التمسك والانقياد والتخضع لضرورات سنن النبي من قبل الجميع حتى الائمة. ومن يحاول الالتفاف والقفز والتمرد إعتقاداً وتنظيراً وتشريعاً على صلاحيات الله الضرورية أو صلاحيات النبي الضرورية فهو خروج عن الاسلام. وبالتالي فإنّ كل من يدعي النيابة الخاصة والسفارة بعد السفراء الأربعة رضي الله عنهم فهو كافر إما كفر في قبال الاسلام فيما لو تصدى المدعي والعياذ بالله من خلال نيابته للقفز أو التمرد على ضروريات الدين وفرائض الله وضروريات سنن النبي صلى الله عليه وآله فيكون خارجاً من ربقة الاسلام, لأن هؤلاء المدعين للنيابة عموماً يدعون النيابة زيفاً لعدم علمهم بمدى وحقيقة وخطورة هذا المنصب فتكون دعواهم بالنتيجة مخالفة لضروريات فرائض الله وضروريات سنن النبي صلى الله عليه وآله. وإما أن تكون دعواه للنيابة تمرداً وقفزاً على ضروريات سنن الأئمة ومنهاجهم عليهم السلام فهم مارقون من الايمان فهو كفر في قبال الايمان. وكيف كان فإنّ مدّعي النيابة زيفاً وبطلاناً محكوم عليه بالكفر لأنه خالف الضرورة والبديهية. عناوين دعوى السفارة. لا يقتصر عنوان دعوى السفارة على خصوص السفير أو النائب الخاص بل هناك عدة أوجه وعناوين وأقنعة قد يتلبس بها المدعي، فمنذ أكثر من اثني عشر قرناً ظهرت عدة وجوه ومدّعيات وهلوسات أخذت ألواناً ونماذج عديدة جداً كلها بالتالي تصب في حقيقتها إلى ادعاء النيابة أو السفارة ومن تلك العناوين على سبيل المثال:- سفير خاص أو نائب خاص. دعوى الاتصال أو القدرة على الاتصال بالإمام عجل الله تعالى فرجه والقدرة على إيصال الأسئلة وإرجاع الأجوبة للناس من دون عنوان السفير أو النائب. دعوى القدرة والمكنة من التشرف برؤية الإمام بأي وقت يشاء. دعوى تلقي الاوامر والنواهي من الإمام مباشرةً. دعوى أن الإمام عجل الله تعالى فرجه له عناية خاصة به ويرعاه ووو... دعوى أن الإمام عجل الله تعالى فرجه يأتيه في المنام ويتحدث معه. دعوى انه جسر من والى المعصوم للاتيان بتوصيات وتعاليم منه عجل الله تعالى فرجه. وغيرها من العناوين كلها تصب في دعوى السفارة أو النيابة الخاصة وان لم يتسم بها، وهذه كلها سواءً كانت على نحو التصريح أم الكناية بالتعريض أو غيرها المهم أن المدعي لها يريد أن يُفهم ويوصل معنى لعموم الناس أني على ارتباط خاص بالإمام عجل الله تعالى فرجه، يريد بذلك إبراز الشأنية لنفسه وجمع ما أمكن من السذج والعمياويين حوله كأتباع، ويكوّنوا لأنفسهم الرئاسات الباطلة ليسود في متاع هذه الدنيا الدنية. وفقهاء الإمامية أتباع مذهب أهل البيت قد حكموا بالبراءة واللعن والطرد لكل تلك العناوين وغيرها وبطلان وكفر مدعيها ومروقهم من الدين إذا كانوا يريدون بها ذلك المعنى من الرئاسة والمنصب ونحوها, ولنراجع في ذلك كلام الشيخ الطوسي في الغيبة والصدوق في كمال الدين والنعماني والنوبختي وسعد بن عبد الله وغيرهم من فقهاء ومراجع الشيعة ورؤساء الطائفة. وهذا لا ينافي أصل التشرف بلقاء ورؤية الإمام عجل الله تعالى فرجه، فلعل بعض العلماء الأتقياء الصلحاء يتشرف في العمر مرة أو مرتين أو أكثر برؤية ولقاء الإمام عجل الله تعالى فرجه ولكن من دون إبراز ذلك بصيغة المقام والمنصب والوساطة لأن منصب الوساطة والارتباط لا يعطى لأحد مهما كان، فإنّ الإمام عليه السلام نفاه ومنعه. فإنّ التشرف بالرؤية غير ممتنع وقد ذكرت حول ذلك مئات بل آلاف الموارد التي تشرف فيها أعلام متقون صلحاء، ولكن لو افترضنا أن أحد أولئك المتشرفين بالرؤيا أبرز تلك الرؤيا وأظهرها ليدعي لنفسه تقلد منصب رسمي وتمثيل عن الإمام عليه السلام فإنّ ذلك دجال وكذاب وإن كان حقيقة قد تشرف بالرؤيا، فإنّ التشرف بالرؤيا شيء وصلاحيات التمثيل شيء آخر. وبمثال أكثر وضوحاً أنه لو فرضنا راوٍ من الرواة في زمن أحد الائمة عليهم السلام ويروي عنهم ثم يدعي أن له الوكالة عنهم عليهم السلام فإنّ ذلك ليس بحجة ولا كاشف عن صحة دعواه, فإنّ الرواية شيء والوكالة شيء آخر، وهذا طبعاً من باب التنظير وإلا فالفارق كبير بين دعوى الوكالة ودعوى السفارة والتمثيل الرسمي والنيابة، كما أن الأمر حتى مع الرواية في زمن الغيبة مختلف فإنّ أصل الرواية عن الإمام المهدي في زمن الغيبة لا حجية لها فضلاً عن ادعاء شيء آخر؟!.. وهذا لا ينافي القيام بحركات تحررية حتى لو كانت بعنوان نصرة المذهب أو نصرة الإمام المهدي عليه السلام لكن بشرط عدم ادعاء أي نحو من الحجية، فإنّ مفاد الروايات نفي حجية الاتصال أو النيابة الخاصة عن الإمام بل حتى مثل شخصيات الظهور كاليماني والخراساني وغيرهم فإنّ مفاد الروايات ليس فيه إعطاءهم أي نحو من الحجية, نعم غاية ما تثبته الروايات لمثل هذه الشخصيات أنهم على الحق وأنهم يدعون لنصرة الإمام المهدي عليه السلام أو لرفع الظلم أو نحو ذلك من دون أي منصب ومقام خاص إلا أنهم على الحق. نعم الدعوة لنصرتهم ومؤازرتهم إنما هو باعتبار حقانية دعوتهم وحجية الثوابت والموازين التي يرفعونها ويطالبون بها، إذ الحق بما هو حق يجب أن يتبع بغض النظر عمن طلبه وكيف طلب, وهذه الشخصيات هناك دعوى لنصرتهم لا لشخصهم بل لأنهم يدعون للرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله, وإلا فالموجود في الروايات من المدح والثناء وكَيل الصفات على اليماني مثلاً لم يبلغ ما مذكور في حق زيد بن علي بن الحسين رضوان الله عليه, ومع كل ذلك لم تكن له أي نحو من الحجية، وإنما ذلك المدح له باعتبار انه كان يدعو للرضا من آل محمد وهي دعوة حق، فالمدح والثناء كان باعتبار دعوته. لذا فإنّ بعض الروايات تفيد أن كل دعوة كانت وفق الموازين وكان المطلوب فيها هو الحق فلابد من دعمها وتأييدها قدر الامكان كما عن المجلسي رضي الله عنه حيث جزم أن دعوة الصفويين كانت دعوة حق ليست لأنها سياسية أو عسكرية أو أو ... بل لأنهم طلبوا الحق وأرادوا رفع الظلم وإقامة الدين من دون أن يدعوا أي منصب ديني كالسفارة أو النيابة الخاصة أو العصمة أو غيرها وإنما قالوا نحن عبيد الله ومطيعون للائمة عليهم السلام, لذلك فإنّ مجموعة من أساطين وأسود الفقه الشيعي وظفوا كل إمكاناتهم لنصرتهم كالشيخ جعفر كاشف الغطاء والشيخ الكركي وغيرهم. وما ذلك إلا لأنها دعوة حق وفق الموازين, فالنصرة كانت وتكون للدعوة لا للأشخاص سواء كان الشخص اليماني أم الخراساني أم غيره, نعم لو كان الشخص هو الإمام المعصوم فالنصرة تكون له بما هو بعد أن يثبت أنه الإمام حقاً لأنا مأمورون باتباعه هو, وهكذا أي واحد من أنصار الإمام المهدي عليه السلام الـ (313) فإنّه بحسب الروايات ليس لهم أي نحو من النيابة ولا السفارة ولا أي حجية قبل ظهوره. والحاصل أن أي عنوان من هذه العناوين ليس له أي حجية حتى عنوان السفارة أو النيابة الخاصة أو غيره في فترة الغيبة, نعم بعد الظهور قد تكون لهذه العناوين الحجية التي تعطى حينئذ من قبل الإمام عليه السلام. ثم لابد من الالتفات إلى أن بعض الروايات وخصوصاً روايات الملاحم إنما تبين أحوال الرجعة وليس أحوال ما قبل الظهور، فمثلاً المهديون الاثنا عشر فإنّ الروايات تعطيهم بعض الأدوار ولكن ليس قبل الظهور بل ولا بعده وإنما في فترة الرجعة فلابد من التمييز بين هذه المراحل وإلا وقعنا في خلط بين بعض العناوين التي لا حجية لها وبين البعض الآخر الذي له نحو من الحجية وبعض الأدوار لكن في مراحل أخرى. وبهذا الفهم والادراك والالتفات للمراحل نسد الباب أمام الدجالين والمضلين ولا ينخدع بألاعيبهم حينئذ إلا السذج وقليلي الفهم والادراك وضعاف البصيرة.
الهوامش: (1) - في الغيبة للشيخ الطوسي في باب ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية ص421 قال تحت الرقم 385 (اخبرني الشيخ ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان, عن ابي الحسن علي بن بلال المهلبي قال: سمعت ابا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه يقول: اما ابو دلف الكاتب _لا حاطه الله_ فكنا نعرفه ملحداً ثم اظهر الغلو, ثم جن وسلسل, ثم صار مفوضاً وما عرفناه قط اذا حضر في مشهد الا استخف به, ولا عرفته الشيعة الا مدة يسيرة, والجماعة تتبرأ منه وممن يومي اليه وينمس به, وقد كنا وجهنا الى ابي بكر البغدادي لما ادعى له هذا ما ادعاه, فإنّكر ذلك وحلف عليه, فقبلنا لذلك منه, فلما دخل بغداد مال اليه وعدل عن الطائفة وأوصى اليه, لم نشك انه على مذهبه, فلعناه وبرئنا منه, لان عندنا ان كل من ادعى الامر بعد السمري رحمه الله فهو كافر منمس ضال مضل, وبالله التوفيق). http://www.m-mahdi.com/temp/0008.htm --- التوقيع --- مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الأحد فبراير 17, 2008 4:39 am | |
| المقال التاسع:حقيقة السفارة والنيابة الخاصة
قد يتوهم البعض أن السفارة والنيابة الخاصة هي مجرد تمثيل وتنويب عن الإمام عليه السلام فينقل السفير عنه ما يسمعه من حديث سماعاً حسياً وينقل الأسئلة والأجوبة الخطية من وإلى الإمام عليه السلام وهكذا المعنى والتصور. وليس كذلك فإنّ حقيقة السفارة ليس ارتباطاً حسياً وإنما السفارة في الروايات ذكرت باصطلاح ومفهوم خاص وهي النقل بتوسط عالم الملكوت فهي ارتباط ملكوتي روحي غيبي. وقد ورد في الروايات أن الرسول صلى الله عليه وآله سفير الله تعالى, ونقرأ في بعض الزيارات أن الإمام عليه السلام سفير الله تعالى مثلاً ماورد في زيارة ليلة ويوم المبعث لأمير المؤمنين عليه السلام ( السلام عليك يا خاصة الله وخالصته و... وعيبة علم الله وخازن وسفير الله في خلقه...)(1) فالرسول عندما ينقل عن الله تعالى لم يكن ينقل نقلاً حسياً عنه تعالى وإنما بتوسط الملكوت, فعندما يقول الرسول صلى الله عليه وآله قال جبرائيل عليه السلام عن الله تعالى فليس هو عن سماع بدني وإنما عن طريق الوحي بارتباط روحي ملكوتي غيبي, وهكذا نقل الائمة عليهم السلام عندما يقال إنهم عليهم السلام محدثون، وتقول قال الصادق عليه السلام عن أبيه الباقر عن السجاد عن سيد الشهداء عن أمير المؤمنين عن النبي عن جبرائيل عن الله, أو قال الرسول عن الله في حديث قدسي, فليس المراد بهذه العنعنة أن أحدهم ينقل عن الآخر حساً وإنما بالارتباط الملكوتي, فإنّ الائمة عليهم السلام يحدثون عن الرسول عن الله ولو بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله لأن ارتباطهم الملكوتي الروحي الغيبي برسول الله لم ينقطع بوفاته صلى الله عليه وآله, فمثلاً سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام عند اعتراض عبد الله بن عباس أو محمد بن الحنفية أو عبد الله بن جعفر في خروجه ومسيره للعراق فأجابهم سلام الله عليه بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي اخرج يا حسين فإنّ الله شاء ان يراك قتيل(2) وهكذا عندما اعترض عليه اخراج النساء والعيال معه في مسيره وخروجه فإنّه سلام الله عليه قال: (ان رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أن الله شاء أن يراهُنَّ سبايا)(3) فإنّ ذلك من سيد الشهداء ليس إلا أن ارتباطه برسول الله غير منقطع بل مُفعل عن طريق الملكوت والارتباط الروحي الغيبي, كما أنه سلام الله عليه عندما أجاب بذلك لم يعترض عليه ابن عباس ولا ابن جعفر ولا محمد بن الحنفية لأنهم يعلمون أن الحسين من أهل آية التطهير ومن أهل آية المباهلة إذ احتج به الله عز وجل وجعله مطهراً ويعلم الكتاب كله والقرآن شهد بأن المطهرين من هذه الأمة يعلمون علم الكتاب الذي لا يمسّه إلا المطهرون والكتاب المبين كتاب مكنون فيه كل شيء من رطبٍ ويابس, قال الله تعالى: ((وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ في كِتابٍ مُبينٍ))(4). وهكذا الإمام الرضا عليه السلام عندما يذكر قصيدة الحميري(5) هذه القصيدة العظيمة التي امر رسول الله صلى الله عليه وآله الرضا عليه السلام أن يأمر شيعة أهل البيت بحفظها وأن الرسول يضمن لمن حفظها وتداولها الجنة على الله، فهذه الرواية نقلها الإمام الرضا عليه السلام عن الرسول صلى الله عليه وآله مع أن الحميري ألّف هذه القصيدة في زمن الإمام الكاظم أو الصادق عليه السلام، ومن الواضح أن الأمر للإمام الرضا عليه السلام في زمن الإمام الرضا عليه السلام فكيف حصل هذا الامر, فليس ذلك إلا لأن الارتباط بين الائمة عليهم السلام والرسول صلى الله عليه وآله ارتباطٌ مُفعّل لم ينقطع بانتقال الرسول أو الائمة السابقين إلى البرزخ أو إلى الآخرة, لذلك فهم سفراء الله لأنهم ينقلون بتوسط الملكوت. وهكذا عندما يقال نائب خاص أو سفير عن الإمام المهدي فإنّ ذلك يعني أنه ينقل بتوسط قناة ملكوتية روحية غيبية عن الإمام المهدي عليه السلام, فهذا هو المراد بالسفارة والنيابة الخاصة إذ نجد في زيارة النواب الأربعة هذه العبارة التي رواها الشيخ الطوسي في التهذيب (أشهد أن الله إختصك بنوره حتى عاينت الشخص فأديت عنه وأديت إليه)(6) فهذه المعاينة ليست معاينة بالحس وإنما عاين نور المعصوم بتوسط القلب والروح والذي يعني أنه بلطف الله هناك ارتباط ملكوتي بينه وبين المعصوم وإن لم يكن السفير معصوماً ولم تكن حجيته مطلقة كما مرَّ بيان ذلك لكن السفارة مقام خطير لم يفهمها ولم يعها ولم يفقه حقيقتها اولئك المُدّعون لها زيفاً ودجلاً, فبيان حقيقتها في المقام امرٌ لابد منه في المعرفة والبصيرة للتحصن ممن تستهويه نفسه للخوض في الباطل والأفاعيل بسوء الاستفادة منها، وهذا البيان ينفع في كشف الصوفية وبعض العرفاء الذين تقمصوا مثل هذا المقام فإنّ جملة منهم ادعوا هذه المقامات، لأن التصوف والصوفية اقتبسوا جملة معارفهم ونظامهم من الفرق الباطنية الشيعية, فالصوفية نشأةً وتاريخاً وتولداً في كثير من مبانيهم ومسالكهم متخذة من الفرق الباطنية الشيعية التي انحلت أو انحرفت بعد اطلاعها على بعض الاسرار.
الهوامش:
-------------------------------------------------------------------------------- (1) - مفاتيح الجنان زيارة الامير عليه السلام يوم المبعث. (2) - بحار الأنوار ج44 ص364. (3) - جاء في اللهوف في قتل الطفوف للسيد ابن طاووس في معرض حديثه عن خروج الحسين من مكة إلى العراق في الصفحة 40 فقال له ابن الحنفية: انا لله وانا اليه راجعون فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وانت تخرج على مثل هذه الحال؟ قال فقال له قد قال لي ان الله قد شاء ان يراهن سبايا وسلم عليه ومضى. (4) - الآية 59 من سورة الانعام. (5) - قال الفاضل الهندي في شرح العينية الحميرية ص 83 فصل في ذكر ما يتعلق بالقصيدة التي نحن بصدد شرحها وروى بعض أصحابنا بسنده عن سهل بن ذبيان قال : دخلت على الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في بعض الأيام قبل أن يدخل عليه أحد من الناس فقال لي : مرحبا بك يا ابن ذبيان ، الساعة أراد رسولي أن يأتيك لتحضر عندنا فقلت : لماذا يا ابن رسول الله ؟ فقال : لمنام رأيته البارحة ، وقد أزعجني وأرقني . فقلت : خيرا يكون إن شاء الله تعالى ؟ فقال : يا ابن ذبيان ، رأيت كأني نصب لي سلم فيه مائة مرقاة ، فصعدت إلى أعلاه . فقلت : يا مولاي أهنئك بطول العمر ، ربما تعيش مائة سنة ، لكل مرقاة سنة ، فقال لي ( عليه السلام ) : ما شاء الله كان . ثم قال : يا ابن ذبيان ، فلما صعدت إلى أعلى السلم رأيت كأني دخلت قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها ، ورأيت جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جالسا فيها وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النور من وجههما ، ورأيت امرأة بهية الخلقة ، ورأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده ، ورأيت رجلا واقفا بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة : ( لأم عمرو باللوى مربع ) . فلما رآني النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لي : مرحبا بك يا ولدي يا علي بن موسى الرضا سلم على أبيك علي ، فسلمت عليه . ثم قال لي : سلم علي أمك فاطمة الزهراء ، فسلمت عليها . ثم قال لي : وسلم على أبويك الحسن والحسين ، فسلمت عليهما . ثم قال لي : وسلم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيد إسماعيل الحميري ، فسلمت عليه ; وجلست فالتفت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى السيد إسماعيل وقال : أعد إلي ما كنا فيه من إنشاد القصيدة ، فأنشد يقول : لأم عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامه بلقع فبكى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فلما بلغ إلى قوله : ووجه كالشمس إذ تطلع بكى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وفاطمة ( عليها السلام ) معه ومن معه ، ولما بلغ إلى قوله : قالوا له لو شئت أعلمتنا * إلى من الغاية والمفزع رفع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يديه وقال : إلهي أنت الشاهد علي وعليهم أني أعلمتهم أن الغاية والمفزع علي بن أبي طالب ، وأشار بيده إليه ، وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه . قال علي بن موسي الرضا عليهما السلام : فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة التفت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلي وقال لي : يا علي بن موسى احفظ هذه القصيدة ومر شيعتنا بحفظها ، وأعلمهم أن من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنة على الله تعالى . قال الرضا ( عليه السلام ) : ولم يزل يكررها علي حتى حفظتها منه. (6) - تهذيب الأحكام الجزء السادس 118.
http://www.m-mahdi.com/temp/0009.htm
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الجمعة فبراير 22, 2008 3:59 am | |
| | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة السبت فبراير 23, 2008 4:32 am | |
| المقال الحادي عشر: طريق الاستقامة في العقيدة المهدوية واضح رغم دعوى الغموض بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.. رغم وجود افراد و مسارات منحرفة وخطوط تدعو إلى الانحراف من بداية المسيرة الإسلامية في طريق هداية البشرية جمعاء إلى صراط الله المستقيم إلا أن خط الهداية النير والواضح شق هذه الظلمة وبددها على طول الخط فملاحظة سريعة لمجريات الاحداث سواء ما كان في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو في زمن الأئمة (عليهم السلام) يجد المتتبع أن هناك خطوطاً تخرج لتحرف الامة عن مسارها بين الفينة والاخرى وهذه الخطوط الانحرافية تتقمص عادة لباس الدين وتتدرع بهدف حماية الدين والحفاظ عليه، ولكن رغم وجود هذه الخطوط التي تدعو للانحراف باسم الدين والتي في بعض الاحيان يكون الاشخاص القائمون عليها والذين يقفون على رأس الهرم فيها ممن لهم قرب من الأئمة (عليهم السلام) في أزمنة سبقت انحرافهم أو ممن لهم حظ من العلم، بل اننا نجد في بعض الاحيان أن هؤلاء الذين يمثلون النموذج الانحرافي هم أصحاب مكانة علمية مرموقة كأحد ابن هلال العبرتائي أو الشلمغاني أو غيرهم ممن شهدت لهم المسيرة التاريخية بالانحراف حتى مع كونهم أصحاب مرتبة علمية كبيرة، وهذا ليس بمستغرب على من يعيش الاجواء القرآنية التي تعكس لنا صوراً من انحراف أشخاصٍ كانت لديهم آيات الله كما عبر القرآن الكريم عن ابن باعورا بقوله تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) فان هذا النموذج الانحرافي الذي شهد له القرآن بانه كان ممن أوتي آيات الله أيام استقامته إلا انه انسلخ من هذه الآيات وكان من الغاوين، وذلك لأنه اتبع هواه فصار مثله كمثل الكلب. إذن لا يستغرب من أن يكون هناك بعض النماذج العلمية التي انحرفت عن مسار الهداية والاستقامة إلى مسار الانحراف والظلام إلا من لم يكن في الاجواء القرآنية، فمن كان بعيداً عن أجواء القرآن وبعيداً عن أجواء الواقعية التي تعيشها المسيرة الاسلامية في ضمن نطاق إطار الفتنة والابتلاء والامتحان (إشارة إلى وجود سنة إلهية وكونية في الانحراف، وان لم نكن قد اشرنا اليها في طيات البحث مفصلاً إلا انه مما لاينبغي الشك فيه وجود هذه السنة الكونية) لا يستبعد من أن يكون مثل الزبير ابن العوام الرجل الذي بقي في بيت الزهراء (عليها السلام) يدافع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وعن استحقاق الإمامة الإلهية لأهل البيت (عليهم ال سلام) أن يكون منحرفاً في آخر أيام حياته وأن يخرج على أمير المؤمنين (عليه السلام) ويكون محارباً له ويقف في الصف المقابل الذي على حد تعبير بعض الروايات أن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنما خرج يقاتل أهل الجمل على التوحيد(1), ولا يستوحش من يعيش في أجواء القرآن من أن يكون هناك نماذج عاشوا مع أهل البيت (عليهم السلام) وتعلموا على أيديهم إلا انهم انحرفوا عنهم ولا نريد أن نقف على نماذج أخرى تمثل الشاخص البارز في خط الانحراف في المسيرة الاسلامية (وان كان حديثنا يتصوره البعض حديثاً عن افراد لا حديثاً عن ظواهر اجتماعية اذ هؤلاء الافراد لا يشكلون ظاهرة اجتماعية، الا اننا نقول ان استقصاء ذلك الذي تم في محله يؤكد على ان هذه الانحرافات التي انعكست في هذا المقال وهي بصفتها الفردية تشكل ظاهرة اجتماعية لان بعض الافراد كانو يمثلون جماعات لاانهم يمثلون انفسهم فقط, بل وهي وسنة كونية كما دلت على ذلك جملة من روايات الفتنة وآيات الامتحان). إلا اننا نريد أن نؤكد أنه على الرغم من وجود فئات منحرفة على طول خط الهداية سواء كانت هذه الفئات التي تمثل هذا الخط المنحرف تتشكل بأفراد أو جماعات إلا أن خط الاستقامة وخط الهداية والنور بيّن وواضح، لذلك نجد أن وجدان الانسان بشكل عام يتجه صوب هذا الطريق المستقيم ويكون طالباً له ويرغب في أن يكون سالكاً ويرغب أن يكون ممن يسلكه إلا أن المنافع والمصالح الآنية التي بتوهمه أنها أهم تدعوه إلى الانحراف والانحياد عن طريق الهداية، هذا ما تؤكده وجدانيات الانسان بشكل عام، ولنا في قول الله تعالى: ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)) شاهد على أن المعتقدات الحقة التي تمثل ركائز طريق الهداية والاستقامة حتى وإن استيقن بها الانسان إلا أنه في بعض الاحيان يجحد بها ويكون ظالماً لنفسه بسبب هذا الجحود وخروجه عن طريق الهداية إلى طريق الانحراف وأكدت جملة من الروايات التي رويت عن أهل البيت (عليهم السلام) هذا المعنى فمما جاء في كتاب الكافي للشيخ الكليني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والتنويه أما والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات, قتل, هلك, بأي وادٍ سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه، ولترفع اثنتا عشرة رايةً مشتبهةً, لا يدرى أي من أي, قال: فبكيت ثم قلت: فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس قلت: نعم, فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس. هذا الحديث الذي يجسد لنا الواقع الذي نعيشه في أيامنا المعاصرة يؤكد على أنه رغم وجود رايات كثيرة مشتبهةً ومتشابه وكل هذه الرايات رايات ضلال وانحراف وتمثل طريق الظلام إلا ان هناك راية واحدة مستقيمة تمثل خط الهداية والوضوح، وهذه الراية في ضمن هذا المعترك والتشابه حالها أبين من الشمس، فكيف مع هذا الوضوح الذي يفوق وضوح الشمس وبيانها يدعى أن أمر أهل البيت (عليهم السلام) امراً خافياً وأمراً ضبابياً وغير واضح المعالم مع ان رواياتهم عليهم السلام تؤكد وضوحه بل إنه أوضح من الشمس كما في النص. اذن رغم وجود خطوط وتيارات وجهات تدعو الى الانحراف على مر الازمنة إلا أن خط الاستقامة وطريق الهداية طريق الصراط المستقيم طريق واضح بيّن وبيانه أبين من الشمس, لذلك عندما نقول إن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عندما يظهر يكون ظهوره مقروناً بالحجة البالغة والمحجة الواضحة والادلة الظاهرة محفوفاً بعناية الله سبحانه وتعالى مؤيداً بنصره حتى يكون أمره غير خاف على مؤمن وحتى تكون حجته واضحةً لا يضل معها طالب للحق عن سبيله, فان قولنا هذا لم يأتِ عن فراغ ولم يأتِ لحسابات شخصية، وإنما جاء عن وضوح شكلته جملة من الادلة التي شكلتها روايات أهل البيت عليهم السلام فلا يتصور البعض اننا ندعي دعاوى عارية عن الدليل والصحة، لذلك فمن استعجل في أمر الإمام المهدي فلا يضلّن إلا نفسه لان الله سبحانه وتعالى لا يعجل بعجلة عباده كما أكدت هذا المعنى نصوص وردت عن أهل البيت عليهم السلام. فالنتيجة التي نتوخاها مما تقدم من حديث أن لا نستكثر ولا نتهيب وجود أشخاص ينحرفون عن مسير الهداية والاستقامة لان هذه سنة قد جرت في الامم التي سبقتنا بل فيمن هم على ملتنا من اسلافنا الذين سبقونا وقد أكد القرآن الكريم وتبعاً له ما روي عن أهل البيت عليهم السلام ان الكثير من الناس سينقلبون على أعقابهم وسيتبعون سنن المنحرفين إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه، فخط الاستقامة والهداية شاخص واضح بين على طول الخط، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في أن حجة الله سبحانه وتعالى بالغة على عباده وانه تعالى يقطع حجة من يدعي التباس الامر عليه لانه كما ذكرنا طريق الهداية والاستقامة والصراط المستقيم طريق واضح بين بل هو اوضح من الشمس.
الهوامش: (1) في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق صفحة 83 ان إعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا امير المؤمنين أتقول ان الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه، فقالوا: يا إعرابي ما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذي يريده الإعرابي هو الذي نريده من القوم....) وفي رواية عن بحار الأنوار ج29 ص426 ان رجلاً جاء الى أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل وقال له: على ما تقاتلوا من شهد ان لا اله الا الله فكان جواب امير المؤمنين له اية قرآنية (.....فمنهم من آمن ومنهم من كفر).
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COMمنقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الجمعة فبراير 29, 2008 4:41 am | |
| المقال الثاني عشر: الضرورة قاضية بتكذيب مدعي السفارة الخاصة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين. قيام الضرورة عند الطائفة الحقة على انقطاع النيابة والسفارة والتمثيل في نقل الاحكام الشرعية عن الإمام المهدي مباشرة إلى الناس مما لاشك فيه, وهذه الضرورة تصاغ في كثير من الاحيان كدليل مستقل على انقطاع النيابة وتصاغ في احيان اخرى كشاهد يقوي الادلة التي ذكرت في مقام الاستدلال على انقطاع النيابة ومنها توقيع السمري . فالتفصيل في ذكر أن للإمام المهدي عليه السلام غيبتين يستدعي أن تكون هناك خصوصية, وليست هي إلا انعدام التمثيل المباشر عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف . ومن الادلة الاخرى التي تصاغ على لسان العلماء في إبطال ادعاء النيابة الخاصة عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف عدم انعكاس (فيما لو كانت النيابة الخاصة في الغيبة الكبرى ممكنة) ذلك إلينا بأدلة عن أهل البيت عليهم السلام وهو بحد ذاته يشكل دليلاً على انقطاع النيابة والسفارة الخاصة عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف. ونحن سوف نحاول في جولات لاحقة أن نسلط الضوء ونتحدث في الادلة التي ذكرت سواءً على لسان روايات اهل البيت عليهم السلام مباشرةً أو على لسان العلماء فيما استفادوه من سيرة اهل البيت وألسنة رواياتهم عليهم السلام. إلا إننا وفي هذا القول نريد أن نتحدث عن دليل الضرورة القائم على انقطاع النيابة عن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وهذا الدليل له صياغات متعددة ونحاول أن نصيغ هذا الدليل بصياغة تتناسب واذواق جمهور الشيعة حتى نستفيد من هذا الدليل في دحض دعوى من يدعي الارتباط المباشر بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من ثم التمثيل عنه للناس. لابد لنا أن نذكر ابتداءً أن فقهائنا المتقدمين قد كفروا من ادعى السفارة والنيابة الخاصة كما ذكر ذلك الشيخ الطوسي حاكياً فتوى بن قولويه في صفحة 421 تحت الرقم 385 وهذا نص ابن قولويه صاحب كتاب كامل الزيارات المتوفى سنة 368 هـ اخذنا منه محل الشاهد (قال: لان عندنا إن كل من ادعى الامر بعد السمري رحمه الله فهو كافر منمس ضال مضل) وينبغي الاشارة هنا إلى ان الكفر المراد به في كلام بن قولويه رحمه الله هو المقابل للإيمان لا المقابل للاسلام لدخوله في مطويات بحث الإمامة. نعود إلى تقرير دليل الضرورة القائم عند الطائفة الحقة على انقطاع النيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. إن اتفاق الفقهاء المأمونين على الدين يشكل بحد ذاته وضوحاً على موضوع الاتفاق وهو انقطاع النيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فان هؤلاء الفقهاء سواء من كان منهم عاصر اواخر الغيبة الصغرى أو من كان في بدايات الغيبة الكبرى والذين لا نشك في تدينهم بل ان اغلب ما ورد الينا عن اهل البيت عليهم السلام هو عن طريق مجموعة محدودة من هؤلاء الفقهاء فالتشكيك في وثاقة هؤلاء ينعكس سلباً على موروثنا الديني وهذا مما لا يمكن التمسك به فضلاً عن أن وثاقتهم وتدينهم وعدالتهم وتورعهم قد وصل الينا على مستويات عدة سواء منها ما كان على نحو التوثيق في كتب التراجم أو ما كان منها على نحو الوضوح الذي يعد بحد ذاته دليلاً على موضوع بل ان دليليته تشكل عنصراً أوسع من أي دليل آخر يقام على اثبات الموضوع وهو توثيق هؤلاء الثلة من العلماء والذين نقصد بهم من عاصروا أواخر الغيبة الصغرى ومن كانوا في أوائل وبدايات الغيبة الكبرى. إن اتفاق هؤلاء العلماء وانعكاس هذا الاتفاق سواءً على مستوى الفتوى أو على مستوى تقرير من أفتى, اتفاقهم على انقطاع الغيبة الصغرى وذلك بانقطاع النيابة الخاصة والتمثيل المباشر للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يشكل وضوحاً على بطلان من يدعي السفارة والنيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فضلاً عن من يدعي اطاراً اوسع من ذلك. ويمكن ان نقرب هذا الدليل بصياغات اخرى كما اشرنا ولنأخذ تقريباً من هذه التقريبات. فانه ينبغي منا ان نسأل ممن يدعي التمثيل المباشر والنيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فنقول: إما ان من يدعي السفارة والنيابة الخاصة, يقول بانقطاعها (أي السفارة الخاصة) أو لا يقول بانقطاعها, فان كان ممن لا يقول بانقطاعها فيجب عليه أن يذكر لنا أسماء السفراء عن الإمام المهدي من السفير الرابع إلى أن تمثلت السفارة بشخصه, وإما إن كان يقول بانقطاعها بعد السفير الرابع ثم ابتدأت السفارة به مباشرةً فان هذا الشخص يبطل مضمون دعواه بنفسه إذ يدعي أن السفارة قد انقطعت بعد السفير الرابع وهذا ما نريد أن نثبته نحن فانه بمجرد أن يعترف هذا القائل بان السفارة الخاصة عن الإمام المهدي قد انقطعت نلزمه بهذا الاعتراف ثم نبتدئ الكلام معه مجدداً في أن يثبت لنا سفارته الخاصة عن الإمام المهدي بعد اعترافه مسبقاً بانقطاعها وحيث انه قد اعترف بانقطاعها وهذا يشكل دليلاً بحد ذاته عليه فلابد عليه أن يقدم لنا عندما يريد أن يدعي انه سفير عن الإمام المهدي دليلاً بأحد وجوه ثلاثة على نيابته الخاصة عن الإمام المهدي وهو: إما أن يأتي لنا بنص صريح يعين فيه الإمام المهدي بهذا الشخص باسمه نائباً عنه, وحيث انه لم يرد في كتب أتباع أهل البيت التي رووا فيها ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام ومنهم الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من قبيل هذا النص فانه لا سبيل لصاحب هذه الدعوى أن يقيم دليلاً عليها من هذه الجهة. وإما أن ينص عليه أحد السفراء المتقدمين والذين كانت سفارتهم الخاصة في زمن الغيبة الصغرى كما هو المتعارف بين السفراء ان ينص كل سفير سابق على السفير اللاحق بأمر من الإمام كما هو حال هذا النص الذي روي عن جعفر بن أحمد بن متيل إذ قال (لما حضرت أبا جعفر بن عثمان العمري رضي الله عنه الوفاة كنت جالساً عند رأسه, اسأله وأحدثه, وأبو القاسم بن روح عند رجليه, فالتفت الي ثم قال: أمرت أن اوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح) فان هذا النص قد روي عن السفراء وهو يبين كيفية تعيين السفير اللاحق من قبل السفير السابق, وحيث أنه لا سبيل إلى من يدعي السفارة الخاصة والتمثيل المباشر عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بدليل من هذا القبيل فلابد له أن يأتينا بدليل على النحو الثالث وهو: أن يقيم لنا معجزة (ولا نقصد بالمعجزة ها هنا المعجزة بمعناها الاصطلاحي) يثبت من خلالها انه ممثل تمثيلاً مباشراً عن الإمام المهدي وهذا ما لم نجده عن كل من ادعى السفارة أو التمثيل المباشر عن الإمام المهدي. بل ان الذي وجدناه من خلال تتبعنا لما يعرضه أدعياء السفارة والمهدوية انهم يدعون هذه الدعوى دون أن يقيموا عليها دليلاً واضحاً بيناً حتى يذعن لهم الآخرون ويصدقوا به. هذا كله اذا قلنا إن هناك إمكانية لقبول دعوى من يدعي السفارة قبل الصيحة, وهذا محل كلام طويل سوف نأتي عليه لاحقاً إن شاء الله سبحانه وتعالى في بيان دليل آخر من أدلة انقطاع النيابة والسفارة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. نهيب بإخوتنا المؤمنين حفظهم الله تعالى أن لا يكونوا ممن يصدق عليهم عنوان سرعة الاسترسال فان سرعة الاسترسال عثرة لا تقال فأي شخص يدعي دعوى كبيرة لابد أن تقرن هذه الدعوى بدليل يناسب حجمها من حيث دليلية الدليل على الدعوة ومن حيث وضوح الدليل في اثبات ما يدعيه هذا المدعي, فيجب على الاخوة المؤمنين أن يتأنوا وأن يتعاملوا بحذر وتثبت شديدين فيما يخص قضية ادعاء السفارة التي كثرت في الآونة الاخيرة ادعيائها وسوف نتناول بمن الله وقوته ان شاء الله ما هي بواعث إيجاد أفراد من هذا القبيل وما هي البيئة التي ينمو فيها أمثال هؤلاء.
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الأحد مارس 02, 2008 12:42 am | |
| المقال الثالث عشر: حجية الرؤيا
قبل البدء في مناقشة حجية الرؤيا من عدمها أو حدود حجية الرؤيا( فيما إذا قلنا بحجيتها),لا بد أن ننتهي مسبقاً من مسألة في غاية الأهمية وهي أن من يدعي إثبات مسألة معينة من خلال الرؤيا لا بد أن نقف: أولاً على أن ما يراد إثباته من هذا المدعي هل هو من أصول الدين أم من فروع الدين؟. وحيث اننا بعد أن تتبعنا كلمات هؤلاء وجدنا أنهم يدعون حجية الرؤيا بقولٍ مطلق في أصول الدين ,(أما لو فرض وان قال انها من فروع الدين فإننا سوف نتحاكم معها إلى الأدلة القائمة في الفقه وأصول الفقه والمناط فيها حجية قول المتخصص وهم المجتهدون) فلا بد أن تكون حجية الرؤيا وحدود حجيتها ثابتة مسبقاً بما تثبت به مسائل أصول الدين، اذ لا معنى ان يقال أننا نثبّت حجية الرؤيا وإطلاق حدود حجيتها بأدلة فروع الدين أو بأدلة ومناهج معدّة سلفاً لإثبات مسائل تأريخية ومن ثم نحتج بها على مسائل من أصول الدين فلا نتصور أن يتفوه شخص يحترم عقله بمثل هذا الكلام, وخلاصته: أن الرؤيا والمنامات حجة في إثبات مسائل من أصول الدين وأن ثبوت حجية الرؤيا والمنامات يثبت بأدلة ذات منهجية في أحسن أحوالها فقهيةً أو تاريخيةً. ننتهي إلى هنا إلى أن حجية الرؤيا والمنامات وحدود حجيتها لا بد أن تثبت بأدلة من سنخ ما تثبت به أدلة أصول الدين، وحيث أن أدلة أصول الدين منحصرة بما هو قطعي ويقيني فتكون الأدلة على النحو التالي: اولا_أدلة عقلية، والجدير بالأهمية أن يشار هنا إلى أن الأدلة العقلية لا بد أن تكون خاضعة لمنهجية البحث العقلي دون السفسطة، وإلا كان بإمكان أي متزندق أن يركب صغرى وكبرى ويستدل بها على إلوهيته ولزوم عبودية الخلق له، وحيث ان الأدلة العقلية لإثبات المسائل الأصولية العقائدية قد قررت في محلها وأُحكمت وفُصّلت منذ الصدر الأول إلى يومنا هذا فمع عدم وجود دليل يؤكد مضمون ما يراد أن يستدل عليه يُفهم من ذلك ان لا دليل عقلي على حجية الرؤيا والمنامات في أصول الدين وعلى من يدعي حجيتها فيها أن ينقل لنا أقوال جملة من العلماء يُعتد بقولهم على ذلك. ومن اهم ما يرد على ما يدعيه البعض من حجية الاحلام في اصول الدين بالدليل العقلي هو:- 1- ان تقسيم الاحلام الى صادقة وكاذبة واضغاث احلام يخرم كلية تصديق الاحلام اذا تنزّلنا وقلنا أنها حجة في اصول الدين. 2- ان هذه الاحلام التي يدعيها البعض انها حجة تحتاج الى تفسير وحيث أن التفاسير للاحلام تختلف فما يدرينا أن التفسير الذي فسره هؤلاء هو فعلاً المراد(الواقعي) بالحلم والرؤيا هذا اذا سلمّنا مسبقاً بصدق ما يخبرنا به هذا المفسر. اذ من يقول أن المعنى الذي ادعاه المدعي هو المعنى المراد,ومن يقول انه صادق في اخباره وهو يجر النار إلى قرصه. 3- ان الدليل العقلي حجة لأنه ينتهي الى القطع واليقين ولا يوجد في محتوى الدليل العقلي ما هو ظنٌ او ينتهي الى الظن لذلك فهو حجة لأنه لا يخالجه الاحتمال والظن والتشكيك فكل دليل يحتضن مقدّمة ظنية او أن فيها احتمال الترديد فهو لا يرقى الى صف الادلة العقلية اليقينية التي تكون نتائجها حجة لذاتها لأن القطع واليقين حجةٌ لذاته وحيث أن من يدعي أن الاحلام والمنامات حجة في اصول الدين ينقل لنا شخصياً مضمون ما رآه وحيث أن ما رآه لا يكون الا عبارة عن مضمونٍ منقولٍ الينا على شكل خبر الاحاد لأن الناقل له فرد واحد فيكون ما يعتقده هذا البعض دليلاً قطعياً هو في الحقيقة خبر آحاد ودليل ظني اذا سلّمنا صحة صدوره وعدم معارضته فهو حجة في الفروع وحيث أن الامرين الاخيرين متعسرين فيمن يدعي الاحلام والرؤى فهو لا يُثبت حكماً شرعياً فضلاً عن ان يُثبت حكماً اصولياً عقائدياً ثانيا_الأدلة النقلية القطعية، وتنقسم بطبيعتها إلى قسمين: الأدلة القرآنية فحيث انها قطعية الصدور إلا أنها ظنية الدلالة فلا بد أن يكون تفسيرها أو تطبيقها بأخبار متواترة. الأخبار التي تواترت عن أهل البيت (ع) وأثبتت مضموناً حجية الرؤيا في أصول الدين بقول صريح. وحيث انه لا يوجد من هذا النحو بشقيه ما يُثبت حجية الرؤيا في أصول الدين فيثبت عدمه، ومن يدعي ثبوته عليه أن يثبت الدليل. ج- الإجماع المحصل كما قرر في إثبات بعض مسائل أصول الدين كحجية البحث وضرورته أو غيرها من مسائل النبوة أو الإمامة أو ما شاكل وحيث انه لا يوجد بيدنا إجماع محصل بل ولا منقول على حجية الرؤيا والمنامات في أصول الدين فيثبت عدم الحجية إلا أن يثبت من يدعي الحجية حجيتها بدليل الحجة.
الابحاث التي سنتناولها لاحقا إن شاء الله تعالى: هل الرؤيا حجة؟ ما هو الدليل على حجيتها؟ هل الرؤيا حجة في العقائد؟ إذا قيل بحجيتها فلا بد أن تثبت حجية الرؤيا اما بالتواتر ان كانت أخباراً أو بالقطع إن كانت غيرها؟ ما هي حدود حجية الرؤيا إذا قيل بحجيتها؟ إذا كانت الرؤيا حجة فهل هي حجة مطلقاً بمعنى ان حجية الرؤيا ذاتية وغير متفرعة عن حجية المعصوم أو ان رؤيا المعصوم إذا قيل بحجيتها لغيره فهي ليست نابعة من حجية نفس الرؤيا بل هي نابعة من حجية ذات المعصوم فلأنه معصوم فكل ما يتلقاه أو يلقيه فهو حجة لخصوصية العصمة، أما غير المعصوم فحجية الرؤيا منه إلى غيره هي أول الكلام لأنه لم يثبت في مرحلة مسبقة ان له حجية ذاتية تجاه غيره. لو كانت الرؤيا والأطياف والأحلام وما يراه الناس في المنام تشكل مفردةً ينقح بها الأحكام الشرعية ويُستنبط من خلالها الأحكام كاستنباطنا للأحكام من القرآن والسنة والإجماع والعقل لذكر العلماء أن مدارك الأحكام الشرعية خمسة وليست أربعة بل لو تنزلنا عن ذلك وقلنا ان لها نوعاً من الحجية في استنباط الأحكام الشرعية دون ان تصل إلى مستوى حجية القرآن او السنة لذكر الفقهاء ذلك في كتب الأصول. إن عدم وصول أدلة من القرآن أو من روايات أهل البيت أو من كلام العلماء تثبت أن المنامات والأحلام حجة في استنباط الأحكام الشرعية او تأسيس القواعد الأصولية في العقائديات يعكس لنا عدم حجية الأحلام في ذلك وأنها لا تعدو –في حال صدقها- كونها مبشرات نفسية ذات حدود شخصية كما أشارت جملة من روايات أهل البيت إلى ذلك.
http://www.m-mahdi.com/temp/0013.htm--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| | | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة السبت مارس 08, 2008 10:26 am | |
| النقد العلمي للاستدلالات السابقة: قاعدة العلم واليقين: ما هي القيمة العلمية للاستدلالات السابقة؟ وما هي القيمة الشرعية لها حينما نتعامل معها على أساس منهج الشريعة الإسلامية في الاستدلال؟ من الناحية العلمية، وكما هو من الناحية الشرعية لا قيمة لأي دليل ما لم يبلغ مستوى اليقين، أمّا إذا كان بمستوى الظن والاحتمال فإنه يعتبر ساقطاً عن الحجية والاعتبار، ولا يحمل أية قيمة علمية، بل يكون منهياً عن أتباعه كما يقول القرآن الكريم: ((وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)) ((وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)). وكما يقول المنهج العلمي في البحث ((إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال)) على ضوء هذه القاعدة وهي ((قاعدة العلم واليقين)) يجب أن نناقش الاستدلالات السابقة، حيث ستنهار بسرعة أمام هذه القاعدة ولا يبقى لها أية قيمة علمية، وتتحول إلى ظنون وأقاويل وادعاءات لا يجوز اعتمادها، بل يجب الحذر منها لأن ((بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)).(18) قاعدة (اتباع المحكمات) والنهي عن اتباع المتشابهات: ومن ناحية ثانية نجد ان القرآن الكريم وحذراً من التلاعب بأفكار الناس واستغلال بساطتهم ينهى عن اتباع المتشابهات القرآنية، والتي هي آيات قرآنية مقدسة لكنها تحمل مجموعة وجوه واحتمالات، ويعتبر أن منهج الاعتماد على المتشابهات في مقابل الواضحات المحكمات هو منهج المنافقين الذين في قلوبهم زيغ وانحراف، بغية إيقاع الفتنة في وسط الناس وتحريف القرآن عن مقاصده الحقيقية حيث يقول القرآن: ((آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)).(19) ومن هنا فإن جميع المذاهب الإسلامية وبلا استثناء قديماً وحديثاً يعتمدون على قاعدة واضحة وبديهية وهي ضرورة ((اعتماد المحكمات والابتعاد عن المتشابهات)) لأن المتشابهات هي موضع الجدل والاحتمالات المتعددة التي يمكن أن يجرّها كل فريق الى مدعياته. وفي ضوء هذه القاعدة الواضحة والتي لا يستطيع أن ينكرها أحد من المسلمين سوف تنهار مرة أخرى وبسرعة كل الاستدلالات الوهمية التي جاءت لجرّ بعض الآيات القرآنية الى مدعيات (أحمد الحسن) فإنها في كل الأحوال وبدون أي جدل من اعتماد المتشابه المنهي عنه، والذي هو من أساليب المنافقين ((الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ)) كما عبّر القرآن الكريم. ادعاءات أحمد الحسن في ضوء المنهج العلمي: كان هذا عرضاً اجمالياً في المنهج الاستدلالي، ولو دخلنا في التفصيل ـ ولا نجد أنفسنا مضطرين إليه الا بمستوى إلفات نظر القارئ الكريم ـ فإننا سنلاحظ ما يلي: 1 ـ لا يمكن الاعتماد والاستدلال بالرؤى والأحلام مهما كانت في تحديد الموقف الفكري العقيدي أو الموقف الشرعي التعبدي. 2 ـ لا يمكن الاعتماد والاستدلال بالاستخارة أيضاً، وفي كلا المجالين الفكري والتعبدي. 3 ـ لا يمكن الاعتماد على ادعاءات الكشف التي تحصل لدى بعض المؤمنين من خلال رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أهل بيته ـ في عالم اليقظة لا في عالم المنام: على صحة ادعاءات أحمد الحسن!! كما يقول الاستدلال الثالث من أدلة أحمد الحسن. 4 ـ كما لا يمكن اعتماد ادعاءات هي بنفسها تحتاج الى دليل مثل (الدعوة الى الحق والطريق المستقيم وإقرار حاكمية الله) فإن جميع المؤمنين ومن كل الاتجاهات والمذاهب يقولون بأنهم هم الدعاة إلى الحق والطريق المستقيم وإقرار حاكمية الله. فهذا ادعاء يقبل تفاسير متعددة، وكلٌ ينشر بطريقته فلا نستطيع ـ علمياً ـ أن نعتمد على مجرد الادعاء، كما جاء في الدليل السابع من أدلة أحمد الحسن. 5 ـ وهكذا أيضاً الدعوة الى المباهلة، وقَسَم البراءة، والمطالبة بالمعجزة.. كما جاء في الدليل 10 و11 و12 من أدلته. فإن مثل هذه الدعوات يمكن أن تنطلق من كل أحد، وكل مذهب، وكل حزب، كما يمكن أن يردّها الطرف الآخر على صاحب الادعاء نفسه فيطلبون منه المباهلة، وقسم البراءة، والمطالبة بالمعجزة. وليبدأ هو أيضاً بقسم البراءة الذي يطلبه من خصومه، وإذا كان لديه معجزة فلماذا لا يظهرها؟ وهل يتوقف إظهار المعجزة على أن يطالبه الفقهاء بذلك!؟ لقد قال جحا مرة إن عدد النجوم في السماء عشرة ملايين وخمسمائة وعشرة آلاف ومن لم يصدق فليبدأ ويعدّ النجوم!! ان هذه المطالبات هي مطالبات كاذبة ومخادعة، فلو قلتَ له تعال نتباهل، سيقول إن ظروفي الأمنية لا تسمح، وهكذا لو قلت له تعال أنت وأقسم قسم البراءة من الله تعالى إن كنتَ كاذباً... وهل يمكن إثبات قضية عقائدية بهذه الطريقة!! ومثل ذلك حينما يوجه الدعوة للعلماء لمناظرته بالقرآن، والانجيل والتوراة، كما جاء في دليله التاسع، فهل هو مستعد لمناظرة واحد من طلاب العلوم الدينية في ندوة مفتوحة حتى يسمح له العلماء بمناظرته مباشرةً؟ وما معنى فرض هذه المطالب على الآخرين الذين ينتجبهم هو دون غيره، إن ذلك مثل ذلك اللاعب الرياضي الذي يقول أنا أفضل لاعب دولي في العالم ومن لم يصدق فليوفر لي لعبة دولية وسوف ألعب معه. أو مثال ذلك الذي يقول أنا أفضل مهندس معماري ومن لم يصدق فليسلمني أضخم عمارة لأبنيها له!! وأما الادعاء بأن لديه إخبارات غيبية فليته كشفها للناس ليسمعوها ويعرفوا ما إذا كان صادقاً أم كاذباً، وأين معجزاته إن كانت لديه معجزات، كما جاء في دليله الثاني، فكم هو جميل أن يرى الناس معجزة من معجزاته ليقيم عليهم الحجة والبرهان، وتذعن له قلوب الناس بالقبول والتصديق. ولعل من ألطف تلك الأدلة هو الدليل الثالث الذي يقول إنه يعرف المحكم والمتشابه من القرآن الكريم، فما قيمة هذا الادعاء من الناحية العلمية؟ وبامكان كل أحد أن يقول أنا أعرف تأويل القرآن وأعلم بذلك من غيري، ثم ينشر ويؤول كما يريد دون أي دليل على صحة ادعائه، ولو سألته عن الدليل قال أخبرني بذلك المهدي، أو هكذا قذف الله في قلبي!! وما شئت من أمثال هذه الألاعيب. اسمعوا لما يقول: ((أدعو كل المسلمين وعلماء المسلمين للرد على مسألة واحدة فسرّتها وأحكمتها وأنا العبد الفقير الى رحمة ربه بكلمات قليلة وهي معنى اللهم صل على محمد وآل محمد، وعلة طلب (اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل إبراهيم) وبعكسه فقد أعجزتكم علمياً وبمسألة ترددونها كل يوم في صلاتكم منذ ألف واربعمائة عام وأنتم لا تفهمون معناها وهي الصلاة على محمد وآل محمد، ويتبين غناي عنكم وفقركم واحتياجكم إليّ فثبت حجتي عليكم شئتم أم أبيتم وبنفس طريقة آبائي الأئمة عليهم السلام ولعنة الله على كل حاسد متكبر لا يؤمن بيوم الحساب)).(20) أليس هذا الكلام يستحق السخرية بدل النقد!؟ ولنفترض أنه قدّم لنا تفسيراً معيناً لهذه الصلوات فكيف يبرهن على انه هو وحده التفسير الصحيح الذي غاب عن كل المسلمين!؟ الاستدلال باعداد الحروف: ومن أغرب المخادعات التي استخدمها هو تطبيق الآيات القرآنية على اسمه مثل (رسول مبين) في سورة الدخان، و(جندنا الغالبون) في سورة الصافات. حيث يفترض ان عدد حروف (رسول مبين) هي نفس عدد (أحمد الحسن) وكذلك (جندنا الغالبون)!! ولكننا لو اعتمدنا هذا الدليل لكشف لدينا عن غرائب وأعاجيب فربما تطابقت الأعداد مع (الشيطان الرجيم، ومع (عدواً من المجرمين) وهكذا حيث لا يوجد أي مقياس سوى أرقام كل حرف. ومن اللطيف أن بعض الناس ردّ عليه فقال: ان قولك (من هو احمد = هو رسول المهدي) من حيث عدد الحروف كما جاء في استدلالاته السابقة، ينقض عليه أن عدد حروف من هو سعد، ومن هو طاهر، ومن هو وعد يساوي أيضاً عدد حروف رسول المهدي حيث مجموع حروفها 17. فأجابه قائلاً: (جميع هذه الأسماء لي فأنا سعد النجوم، ونجمة الصبح، ودرع داود، وأنا الطاهر، وأنا وعد غير مكذوب).(21) لعل أمثال هذه المناقشات هي التي يشير إليها الإمام علي عليه السلام حين يقول: ((ما خاصمني جاهل إلا وغلبني)). لأن الجاهل لا يستحي من أن يفتعل كل ادعاء، ويكذّب بكل حقيقةً، ويرد عليك حتى البديهة!! علامات الشخصية عامة: ونصل إلى علامات الشخصية التي طبقها على نفسه وثبت له بالتأكيد ـ طبعاً ـ انه هو وحده المقصود منها!! هو ابن المهدي، ومن البصرة، ويجادل بالقرآن، ويجب عليه حمل السلاح، وسوف يبتلى الناس به ويمحّصون من خلاله. لنفترض أن كل العلامات صحيحة وأكيدة في الروايات التي تبشر بشخص يظهر قبل المهدي عليه السلام لكن ألا يحتاج إلى أن يبرهن لنا كيف كان هو المقصود بها دون سواه!؟ على طول التاريخ هناك من يظهر باسم المهدي ويطبق على نفسه مجموعة علامات أخرى وهي كثيرة ومتناثرة هنا وهناك. ولنفترض جدلاً انها صحيحة، ولا نريد أن نثقل السامع ونجره إلى البحث عن أسانيد تلك الروايات ومدى صحتها من سقمها، ومدى تعارض بعضها مع البعض الآخر، وهي على كل الأحوال لا تستطيع أن تشكل أكثر من احتمالات لا قيمة علمية لها، ولا يمكن اعتمادها لتكوين المعتقد الشرعي. إذا كان يدعي انه هو ابن المهدي فإن غيره قد ادعى انه هو المهدي نفسه، فماذا يصنع الناس بهذه الادعاءات بدون دليل إلا بجميع الشواهد العامة التي ليست فيها أية دلالة. فالجدل بالقرآن هو شأن الجميع الذين يدعون المهدوية، وكذلك حمل السلاح، وكذلك ابتلاء الناس بهم!! ونفترض جدلاً أن المهدي عليه السلام له ابن، وان ابنه من البصرة، فمن قال إن أحمد اسماعيل هو ابنه، وربما يكون الدجال أيضاً من البصرة كما تقول بعض الروايات التي لا تحضى جميعها بقيمة علمية، فهل يسمح لنا أحمد الحسن أن نقول ربما يكون هو الدجال بهذا الدليل أو أمثاله!؟ العجيب طبعاً إن هؤلاء يقومون بتقطيع أوصال الروايات ليستشهدوا بصدر الرواية التي تفيد مدعاهم، ويحذفوا ذيلها الذي يكذّب مدعاهم. ولنذكر مثلاً واحد لذلك وسائر مالديهم هو من هذا القبيل.. تذكروا الرواية عن الإمام علي عليه السلام التي قال فيها: ((يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق)) فقد قال أنصار أحمد الحسن لدى استدلالهم بهذه الرواية ((لو لم يكن الا هذه النقطة كلفت لاثبات رسالة السيد أحمد الحسن)).(22) لكنك لو راجعت النص الكامل للرواية لوجدته كالتالي: ((يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت)).(23) وحينئذ فلو كانت الرواية ثابتة وصحيحة وأردنا الاستدلال بها فإنها تؤكد بشكل واضح أن هذا الرجل سوف يموت قبل أن يصل بيت المقدس. في الوقت الذي يقول أحمد الحسن انه هو الذي يبقى بعد وفاة الإمام المهدي عليه السلام ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.(24) لابد أن نؤكد مرة أخرى اننا لا نريد الاستدلال بهذه الرواية بمقدار ما نريد أن نؤكد على طريقة المخادعة والتقطيع للنصوص التي يستخدمها هؤلاء، وبالطريقة التي تحدث بها القرآن الكريم عن اسلوب المنافقين ((نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ)) وإذا عدنا إلى (وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم) والتي يقول فيها ـ ((فليسلمها إلى ابنه أول المهديين..)) وعلى تقدير التسليم بصحتها من الناحية السندية والابتعاد عن مناقشة هذه الروايات سندياً وهكذا الصمت على اختلاف المتن فانها في الاصل(اول المقرين) وليس المهديين. فالسؤال الواضح والبسيط هو كيف يبرهن أحمد الحسن على انه هو ابن الإمام المهدي الذي يستلم الراية بعده!؟ على أن الوصية لا تتحدث عن ظهوره قبل أبيه، إذن فليسمح الآن أحمد الحسن أن ننتظره بعد قيام أبيه، وعندما يسلّمه أبوه الراية!! أمّا الآن فنحن لا نعرف أي دليل صحيح يسمح لنا بتصديقه قبل قيام الإمام المهدي عليه السلام. وتبقى رواية الأصبغ بن نباتة عن الإمام علي عليه السلام والتي اعتبروها أكبر الأدلة على إمامة أحمد الحسن!! حيث يقول فيها الإمام علي عليه السلام: ((ولكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً...)) يتبع...
| |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة السبت مارس 08, 2008 10:29 am | |
| فهذه الرواية واردة بنسختين أحدهما تقول (ظهر الحادي عشر) والثانية تقول (ظهري الحادي عشر) والإمام المهدي عليه السلام هو الحادي عشر من ولد الإمام علي عليه السلام فيكون المعنى المقصود على النسخة الثانية ((مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي)) هو الإمام المهدي عليه السلام لا ابن الإمام المهدي عليه السلام.(25) ومع هذا التعارض في النسخ كيف يمكن الاعتماد عليها لاثبات مطلب عظيم جداً يدخل بسبب الابتعاد عنه جميع الناس في جهنم!! كما يقول، هل يجوز التعامل مع القضايا العقائدية بهذه الطريقة.؟!! على أن هذه الطريقة في فهم الرواية تجعل أحمد الحسن هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً وسيكون دوره هو الدور الأكبر لا دور الإمام الحجة المعصوم عليه السلام، وهذا ما يصطدم مع الرواية الثابتة باليقين ومئات النصوص ولدى جميع المسلمين، وهو تهميش واضح لدور الإمام المهدي عليه السلام وسرقة لجهوده. نحن لا نجد أنفسنا بحاجة إلى مناقشة الرواية ومدى دلالتها، لأن منهج الاعتماد على روايات الآحاد غير اليقينية في إثبات العقائد الإسلامية، ثم استنتاج مواقف عملية كبرى مثل وجوب الطاعة على جميع الخلق وإلاّ دخلوا النار وضلوا عن الصراط، إن مثل ذلك المنهج أمر لا يقبله أحد في المسلمين وعلى كل المذاهب الإسلامية. لا حجية بدون وضوح كامل: هل يمكن من الناحية العقلية والعلمية أن يحاسب الله تعالى عباده على أساس الظنون والاحتمالات ودون أن يقيم عليهم الحجة وينصب لهم البينة الواضحة الكاملة؟ لاشك أن النظرية الإسلامية، والأدلة العقلية أيضاً لا تسمح بذلك، والقرآن يقول: ((لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)) وهكذا كانت كل دعوة الأنبياء واضحة وضوح الشمس حتى لو كذّبها الأعداء ((وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ)). لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الصادق الأمين عند قومه قبل أن يبعث، فهو شخصية لا غبار عليها، وهكذا كان إبراهيم عليه السلام، وكان موسى، وكان عيسى الذي تكلم في المهد... وكذلك كان كل الأنبياء شخصيات واضحة، معروفة بالصدق والاستقامة، ودعوتهم أيضاً واضحة مكشوفة لا لبس فيها ولا التباس، رغم تكذيب الجاحدين، وهكذا نجد ظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام فإن غيبته الطويلة ورغم ما يصاحبها من شكوك، لكن ظهوره سيكون صارخاً واضحاً كالشمس لا يدع لأحد مجالاً للشك. إننا لا نريد أيضاً ان نستشهد بعشرات بل مئات الروايات اليقينية التي توجب القطع واليقين والتي تؤكد على فكرة واحدة هي وضوح الحقيقة عند ظهوره، ومن خلال مجموعة دلائل مثل النداء من السماء الذي يسمعه أهل المشرق والمغرب وغير ذلك. وخاصة فيما ينفتح أمامه المجال للدجل والتدليس أن نتبع اليقين، وننتظر البراهين القاطعة مثل وضوح الشمس ولا نتحرك بدون ذلك. وهكذا ستكون قضية ظهور صاحب الأمر والزمان عليه السلام. وفي هذا الضوء كيف نقبل خروج مبعوث مرسل له لا يملك دليلاً ولا حجةً على مدعاه، ويطالب الناس بطاعته التامة ومخالفة جميع العلماء والفقهاء الباقين، ثم يحكم بدخول جميع من عصاه وخالفه نار جهنم، وربما كان أولئك الناس المساكين لم يثبت لديهم الدليل على رسالته ووصايته!! هذا ما سنقف عنده أيضاً في الموضوع التالي:
الهوامش: (1) قال أحمد الحسن (إني من ذرية الإمام المهدي عليه السلام واني وصيه، واني المهدي الأول من ولد الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري روحي فداه) بيان الحق والسداد/ ج2/ ص14.
(2) (فالفارق بين الظهور والقيام هو ان الظهور كائن ببروز الحركة التمهيدية الاعتقادية الحقة.. والقيام أمر مترتب على الظهور، ولا يمكن الوصول الى القيام إلا بعد أن تمر مرحلة الظهور). 10 ـ 11 من كتاب يحيى العصر، تأليف: ضياء الزبيدي إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام العدد 43.
(3) أنظر بيان الحق والسداد/ ج2/ ص12.
(4) كتاب (العِجل) المقدمة/ ضياء الزبيدي.
(5) الشعراء: 10 ـ 15.
(6)الدخان: 13 ـ 16.
(7) بيان الحق والسداد ج 2/ 22.
(8) الصافات: 171 ـ 173.
(9) بيان الحق والسداد/ ج2/ 22.
(10) يحيى العصر/ 25 نقلاً عن الغيبة للشيخ الطوسي ص 150.
(11)يحيى العصر: 27.
(12) يحيى العصر/ 24.
(13) بيان الحق والسداد ج2 ص 24.
(14)ص: 67ـ 69.
(15) أنظر يحيى العصر/ 23/ ضياء الزيدي.
(16) يحيى العصر/ 21.
(17) المصدر السابق/ 23 وما بعدها.
(18) الحجرات/ 12
(19) ال عمران/7
(20) بيان الحق والسداد/ 20.
(21) بيان الحق والسداد/ 16.
(22) يحيى العصر: 24.
(23) كتاب الفتن لابن نعيم/ ص 198 وشرح احقاق الحق ج 29 للمرعشي ص 572، كما نقله صاحب كتاب (يحيى العصر) في موضع آخر من الكتاب في الصفحة 38.
(24) انظر كتاب (سامري عصر الظهور) تأليف الشيخ ناظم العقيلي ص 86 حيث يؤكد ان احمد الحسن هو الذي يبقى بعد الإمام ويملؤها قسطاً وعدلاً.
(25) أنظر ذلك الاختلاف في النسخ/ أصول الكافي/ للكليني وكذلك كتاب الغيبة للشيخ الطوسي. كما جاء تأكيد هذا الاختلاف في النسخ في كتاب يحيى العصر/ 83.
http://www.m-mahdi.com/temp/0014.htm--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COM
منقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الأربعاء مارس 12, 2008 4:31 am | |
| المقال الخامس عشر: الرؤية بين الصدق والدجل وحكمها
ظاهرة الغيبة: عاشت مرحلة الغيبة الصغرى (260هـ) إلى (329هـ) وهذه الحقبة الزمنية لها خصوصيتها فهي حقيقة واقعية خاضتها شريحة من الناس ورواد هذه الفترة هم: 1 _ جملة من أصحاب الإمام الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام. كعلي بن جعفر أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، وقد رأى خمسة من الأئمّة عليهم السلام، وداود بن أبي يزيد النيسابوري، محمّد بن علي بن بلال، عبد الله بن جعفر الحميري، إسحاق بن الربيع الكوفي، أبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي، إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم النيسابوري. 2 _ وجملة من وكلاء الإمام كمحمّد بن أحمد بن جعفر، وجعفر بن سهيل، ومحمّد بن الحسن الصفار، وعبدوس العطار، وسندي بن النيسابوري، وأبي طالب الحسن بن جعفر الفافاء، وأبي البختري. 3 _ نواب الإمام الأربعة: عثمان بن سعيد العمري، محمّد بن عثمان، الحسين بن روح، علي بن محمّد السمري. 4 _ مجموعة من العلماء الفقهاء كالكليني، والصدوق وأبيه. 5 _ مكاتباته عليه السلام ومراسلاته. 6 _ قاعدة جماهيرية تحمل ثقافة الارتباط بالإمام المنصوب والاعتقاد بالأئمّة السابقين ويحملون هوية معينة وانتماءً خاصاً واعتماداً في مجال العمل على طريقة فقهية معينة، فبعد الإمام العسكري إلى من رجعوا. وسيأتي فيما بعد شيء متمم. وهذه المجاميع تحمل خصوصيات فكرية وسلوكية تعكس لنا فوائد جمة. واتفق الجميع أن طريق الاتصال بالإمام هو عن طريق النواب ولم ينعكس لنا من هؤلاء الرغبة في رؤيته عليه السلام بل كان مفروغاً عندهم ذلك، فإذا كانت مسألة الرؤية للإمام في ظرف الغيبة الصغرى كمال ومحبوب فلِمَ زهد الوكلاء والأصحاب والعلماء وأهل الإيمان عن ذلك مع شدة حرصهم على الإتيان بالنوافل، بل قد حفظ لنا التاريخ أنهم طلبوا منه عليه السلام أموراً أخرى، منها: سؤال والد الصدوق من الحسين بن روح أن يسأل مولانا الصاحب عليه السلام أن يدعو الله عز وجل أن يرزقه ولداً ذكراً، أو الأسئلة التي رفعت إليه عليه السلام فقد روى الطوسي في غيبته: (... إلى أن قال: حدّثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة... وهي سنة تناثر الكواكب بأن والدي رضي الله عنه كتب إلى الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه يستأذن في الخروج إلى الحج...)(1) الخبر. وعن الكليني قال: كتب محمّد بن زياد الصيمري يسأل صاحب الزمان كفناً يتيمن بما يكون من عنده(2). أو طلب الزراري إصلاح أمره مع زوجته أم عبّاس كما في الغيبة، وأما في ما ورد في الروايات من الدعاء: «اللهم أرني الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة مني إليه...»(3) فهو كناية عن التمني في التشرف تحت لواءه والانضمام في مشروعه ولو على سبيل عصر الرجعة، بل لنا أن نقول في تتبعنا ارتباط الأمّة بالقيادة في حل مشاكلها في زمن الأئمّة المعصومين لاسيّما في زمن الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام لم يظهر لدينا أنهم كانوا يحبذون اللقاءات المباشرة إنما أنشاؤا في زمانهم أو فعلوا فكرة النيابة والوكالات، وقد عمل الإمامان (الهادي والعسكري) خصوصاً حينما كانا في سامراء على تعميق نظام الوكالة وإن هرم النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي نصب على نظام الوكالة، بل هذا النظام كان معمولاً به أيضاً في زمن الأئمّة السابقين (بسبب الإرهاب السياسي والسجن وانتشار الشيعة في مناطق مختلفة تبتعد عن الأئمّة في الغالب) نعم تكثف وأخذ بعداً جديداً بعد الإعداد للغيبة واحتجاب الأئمّة المتأخرين، روى الطوسي: في رواية محمّد بن عيسى قال: كتب العسكري عليه السلام إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها: «قد أقمتُ أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه، ومن قبله من وكلائي». وفي حديث آخر قال: سألته وقلت: من اُعامل وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون»، قال: وسألت أبا محمّد عن مثل ذلك فقال: «العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان». وفي خبر عبد العزيز بن المهتدي والحسن بن علي بن يقطين جميعاً عن الرضا عليه السلام قال: قلت: لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟ فقال: «نعم». وعن عبد العزيز بن المهتدي قال للرضا عليه السلام: إن شقتي بعيدة فلست أصِلُ إليك في كل وقت فآخذ معالم ديني عن يونس مولى آل يقطين؟ قال: «نعم». وعن علي بن المسيب الهمداني قال: قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت فممن آخذ معالم ديني؟ قال: «من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا». وعن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمّد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مشاكل عليَّ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان: «أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك...» إلى أن قال: «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا». وعليه لا نسلم أن ظاهرة الرجوع إلى الفقهاء نشأت بعد الغيبة الصغرى بل حسب الرصد العلمي كانت هذه الظاهرة موجودة من الأزمنة السابقة، وكان هذا الأمر مركوزاً في الأذهان بسبب النصوص القرآنية كقوله تعالى: ((فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ(( وإنما السؤال عن كون الشخص ثقة وهذا إنما يؤكد أن الشيعة لم يرتضوا أصالة التسامح في متابعة الأشخاص، بل التحقيق هو الموجب للخروج عن عهدة التكليف والوصول إلى شاطئ التأمين وإبراء الذمة. وكيفما كان، فأصل رؤية الإمام في حدّ نفسه كمال كرؤية العالم والكعبة والقرآن والمؤمن إلاّ أنه رؤية الأصل في عصر الغيبة الصغرى لم يعلم أنه كمال (على سبيل القضية الشرطية) وهكذا طلب الرؤية أيضاً لم يصدر من أهل العلم والفضل وأصحاب التقى والنهى والسيرة المتشرعة قائمة على الانضمام تحت لواءه، وما ورد في بعض الأدعية والأعمال الموجبة لرؤية الإمام، فالمقصود حسب الظاهر التشرف في لقاءه نعم قد تحققت الرؤية لبعض الأولياء لا لخصوص الكمال ولم يكن هناك تلازم بأن من تحققت له الرؤية فهو الأفضل، وفرق بين طلب الرؤية وحصول الرؤية، أجل على مبنى من يقول بعدالة الصحابة لمجرد الصحبة يمكن أن يدعي أن الرؤية كيفما كانت فهي كمال. ثمّ إن المدعي للرؤية الأصل الأوّلي فيه عدم التصديق لاسيّما إذا كان يجر منفعة لصاحبه وذلك بأن يخلق لنفسه طريقة أو منهجاً أو مشروعاً خاصاً، فلا يمكن إثبات حقانية مذهبه بواسطة الرؤية واللقاء به عليه السلام فانكشف بذلك أمور: 1 _ طلب الرؤية في عصر الغيبة ليس كمالاً، وفرقٌ بين الطلب والتحقق الخارجي. 2 _ الأصل الأوّلي عدم قبول مدعي الرؤية إلاّ على سبيل القطع والاطمئنان. 3 _ تقبل الرؤية بعد إقامة الشواهد في حق من لا يقنع بهذه الدعوى ويكون خال عن الغرض، وإنما المهم عنده التأكيد على وجود الإمام. 4 _ مدعي الرؤية مدى دعواه لا تتجاوز القضايا الخارجية الشخصية دون القضايا المصيرية، بل سيرة السلف من الأصحاب على ذلك. ولو كان أهل البيت عليهم السلام يرتضون هذه الطريقة لأمضوها سيّما أنها تعد قضية مركزية وجوهرية، بل الأمر بالعكس فقد تم تنشيط ظاهرة الوكالات العامة، وقد ورد التكذيب في مدعي الرؤية بهذا السنخ، فقد ورد: «سيأتي إلى شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر». 5 _ لا ريب أن المذهب له علة مبقية، وقد صمد هذا المذهب طوال هذه الفترة الطويلة من عصر الغيبة حتّى يومنا ولم يسجل الملف التاريخي أن سبب هذا البقاء هم دعاة الرؤية، بل المسجل أن المذهب تواصل على سواعد الكليني والطوسي والمرتضى والعلامة والشهيد وآخرين غيرهم. 6 _ هناك إطباق قولي وعملي على عدم الاعتناء لمدعي الرؤية، وهذا الاجماع يكشف أن الموقف العملي الدقيق هو ذلك. 7 _ لو تم هذا الأسلوب في تحديد المسائل المهمة للزم الهرج والمرج لأن المدعين كثيرون وهم متناقضون، ومن الملفت للانتباه أن جل هؤلاء هم أصحاب تاريخ نكرة بل بعضهم مظلم، والنظر في سلوكية هؤلاء مورد تأمل، بل الشعار الأوّل الذي رُفع عنهم عزل الأمّة عن الفقهاء الذين أكّدنا أنهم هم السبيل الذي اُمضي من قبل أهل البيت عليهم السلام قبل وبعد الغيبة. 8 _ بعد وضوح هذا الأمر خان متابعة الشواذ غير مغتفر ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)) (4). 9 _ نشر الثقافة المغلوطة في بعض المجتمعات فهي سيل الهلوسة في نفوس السذج فيدعي ويتبع، أو صدور بعض التصرفات غير المدلول عليها شرعاً والموجبة للوهن بالمذهب والطعن في شموخه، وبعبارة الثقافة المنفردة تؤمن لصاحبها حظاً من المعرفة، وقد يحدث أن تؤثر هذه الثقافة بصاحبها إلى مستويات اجتماعية وتوسع من دائرة نفوذه على المستوى الجماهيري باعتبار أن الأمّة تخضع في تركيبتها إلى اعتبارات مختلفة من حيث الوعي والإدراك والمستوى الثقافي فهي تتأثر بكثير من المعطيات من دون الوقوف على خلفياتها وأهدافها وأبعادها، إنما تنساق بشكل عفوي باتجاه الأمور الجاهزة من دون مناقشة وتحليل، فالميزان هو الخضوع لاعتبارات عقلية وقواعد منطقية وأصول البحث العلمي وضوابط تميز الحق من الباطل وإلاّ يلزم غياب الحقيقة وهو منكر فطرة ومنطقاً وقانوناً ووجداناً، فلا بدَّ من (الفلتر) وصمام الأمان، فمقياسها صمودها أمام النقد العلمي وتملكها لمكوناتها العلمية ولا شفاعة للكثرة العددية ولا للواقع الاجتماعي والسياسي، فالعبرة بالكفاءة العلمية المتخصصة والمتمرسة وذات الباع الطويل في التنقيب والتحليل والتجرد عن الأهواء، فالكفاءة هي المحك العلمي والعملي في التمييز لا من يتناوشها عن بعيد بمنأى عن المراقبة والنقد.
الهوامش: (1) الغيبة للطوسي: 322.
(2) أسندها الطوسي عن الكليني في الغيبة: 398.
(3) المزار للمشهدي: 665؛ المصباح للكفعمي: 551.
(4) الصافات: 24.
http://www.m-mahdi.com/temp/0015.htm--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COMمنقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الخميس مارس 13, 2008 5:42 am | |
| المقال السادس عشر: نقد الافكار الهدامة لجماعة احمد الحسن يتبع المقال الرابع عشر
أفكار خطرة: هناك ثلاثة أفكار مهمة وخطرة جداً وحساسة للغاية في أطروحة هذه الجماعة وهي ما يلي: الفكرة الأولى: تسقيط علماء الدين انحراف جميع علماء الدين الفقهاء باعتبار أنهم غير عاملين، واعتبارهم شرّ خلق الله. هذه الفكرة هدف جاء التأكيد عليه بشكل مكثف في كل كتابات أحمد الحسن وأنصاره حتى يبدو أنه ليس لديهم أية قضية سوى محاربة مراجع الدين وفقهاء الشريعة، أو كأنه لا خطر على الإسلام والتشيع أكبر من خطر هؤلاء، ولذا فلابد من فصل الأمة عنهم بحجة انحرافهم وبحجة انهم غير معصومين. اسمع ماذا يقول: (إن أهل البيت عليهم السلام وضحوا حقيقة لابد للإنسان أن يعترف بها لكثرة ورود أحاديثهم عليهم السلام حولها وهي إن علماء زمن الظهور شرار خلق الله، وبالتحديد علماء المذهب الجعفري).(1) الفكرة الثانية: انحراف جميع الشيعة ـ إلاّ أنصار أحمد الحسن ـ واستحقاقهم جميعاً للنار، وهو ما يسميه بالرسوب الجماعي عند الامتحان بظهور رسول ووصي الإمام المهدي عليه السلام. (إن الشيعة سوف تخرج من حيث لا تعلم عن خط ولاية الأئمة الأطهار عليهم السلام ـ أي إن الناس بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة استحقوا النار وفارقوا منهج أهل البيت عليهم السلام). ثم يقول: (ونعود بعد هذا نسأل ـ ما هو هذا الاختبار الذي يخرج الناس عن خط الولاية ومذهب آل البيت عليهم السلام ؟). ويقول في الجواب: (يكون امتحان واختبار في الإمام المفترض الطاعة والمنصوص عليه من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتكون هذه الفتنة قبل قيام القائم). ثم يقول: (فمعشر الشيعة وهم معروفون بولاية أهل البيت عليهم السلام سوف يمحّصوا بإمام زمانهم إذا خرج القائم عليه السلام ويفارقوا المسير الذي ساروا عليه لمدة من الزمن ويستبدلهم الله بقوم آخرين بعيدين كل البعد عن مسيرة الخط الإلهي).(2) الفكرة الثالثة: الانتخابات منهج باطل(3) يقول أحمد الحسن: (والمهم إن على عامة الناس أن يجتنبوا اتباع العلماء غير العاملين، لأنهم يقرون حاكمية الناس والانتخابات والديمقراطية التي جاءت بها أمريكا (الدجال الأكبر) وعلى الناس إقرار حاكمية الله واتباع الإمام المهدي عليه السلام ويقول: (فنحن الشيعة نعترض على عمر بن الخطاب انه قال شورى وانتخابات واليوم أنتم يا فقهاء آخر الزمان تقرون الشورى والانتخابات، فما عدا مما بدا). نقد الأفكار الهدّامة: لا نعتقد اننا بحاجة إلى نقد هذه الأفكار الهدامة والتي تتناغم تماماً مع الأفكار العدائية للدين، والمعادية لتجربة الشعب العراقي الجديدة، وهي أفكار كان يؤكدها النظام السابق وعلى رأسها معاداة علماء الدين، واتهام الشيعة، كما يكرر أتباع النظام السابق والمجموعات المعادية لتحرر الشعب العراقي ونظرية بطلان الانتخابات. لعلنا لسنا بحاجة إلى التذكير بمدى تأكيدات أهل البيت عليهم السلام على الارتباط بالفقهاء، وأنهم هم الذين يمثلون النيابة العامة عن الإمام المعصوم عليه السلام ، طبعاً مع التأكيد على العدالة والنقاء (فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه) كما جاء عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام. أو الأحاديث المكرّرة في (انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا فليرتضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما بحكم الله استخف وعلينا ردّ والراد علينا الراد على الله وهو على حدّ الشرك). أو الأحاديث التي تقول (فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله). كما اننا لسنا بحاجة للتأكيد على أن عدم عصمة الفقهاء لا يسوّغ اتهامهم بالفسق والفجور والخيانة ـ كما جاء في كتابات أحمد الحسن وأنصاره في مئات المواقع ـ كما ان عدم عصمتهم لا يدل على عدم وجوب طاعتهم، فإن الطاعة ليست مشروطة بالعصمة. نعتقد أن هذه الأساليب هي مخادعة للناس، فالطاعة ثابتة في الشريعة الإسلامية في موارد عديدة (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ). وعلى كل الأحوال نحن نعتقد أن الإتجاه نحو ضرب علماء الدين هو اتجاه يسعى له دائماً أعداء الدين والنظم المستبدة والجماعات المنحرفة، لأن العلماء يمثلون عصمة الأمة وحصنها، كما قال سيدنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره: (إن المرجعية هي الحصن الواقي لكثير من أنواع الانحراف) ولا ندري كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم أن يجعلوا أنفسهم هم المقياس في معرفة العالم العامل من غير العامل، حتى لا يبقى سوى أحمد الحسن عاملاً فقط!! ولننتقل للحديث عن الشيعة في زمن الظهور: هل صحيح أنهم يستحقون النار؟ هل صحيح أنهم الذين سينحرفون عن طريق أهل البيتعليهم السلام؟ كيف ينظر أهل البيتعليهم السلام إلى شيعتهم؟ أيضاً لا نريد أن نتوسع في عرض هذا الموضوع، لكن ما نريد تأكيده هو الرؤية الإيجابية لدى أهل البيتعليهم السلام تجاه شيعتهم، فهم الفرقة الناجية، وهم الذين قال فيهم الإمام الصادق عليه السلام (والله ما بعدنا غيركم وإنكم معنا في السنام الأعلى، فتنافسوا في الدرجات) وهم الذين قال فيهم أيضاً: (لا والله لا يدخل النار منكم اثنان، لا والله ولا واحد). وأمّا عن زمن الظهور(4) فإن روايات أهل البيتعليهم السلام تؤكد أن قوم آخر الزمان هم أفضل الأقوام.(5) كما تؤكد الروايات الشريفة أن أول من يجتمع إلى إمام العصرعليه السلام هم الشيعة.(6) بل تؤكد الروايات أن أسعد الناس بظهور صاحب العصر هم شيعة العراق.(7) وكما تؤكد روايات أخرى أن زمان ظهوره هو زمان البركة والخير لشيعته وأنهعليه السلام يمسح على رؤوسهم.(8) إننا نفهم جيداً أن شيعة أهل البيتعليهم السلام هم أهل النجاة، والفائزون بظهورهعليه السلام وأول الأنصار والمؤيدين له، لكن كلمات جماعة (أحمد الحسن) نابعة من أحقاد على جمهور الشيعة والعراقيين خاصة، وأحقاد على علماء الدين وهي نفس الطريقة التي كان يتعامل بها صدام مع الشيعة ومع العلماء. وتبقى قضية الانتخابات: إن الشعب العراقي حينما تقدم في مشروع الانتخابات فإنه كان ينتخب أعضاء مجلس النواب، أو مجالس المحافظات، أو مجالس البلدية، وليس بصدد انتخاب الإمام حتى يقال إن الإمام ليس بالانتخاب بل هو بالتعيين من عند الله تعالى. والعجيب أن هؤلاء في الوقت الذي يستشهدون أحياناً بكلمات (الإمام الخميني قدس سره ينسون أن الإمام الخميني دعا إلى الانتخابات وأن الجمهورية الإسلامية شهدت أكثر من 20 انتخاباً، فهل يقول هؤلاء إنها جميعاً مخالفة لمنهج الشيعة!؟ نحن نعرف أن هذه محاولات لخداع البسطاء من الناس، واستغلال طيب نفوسهم، وهي في نفس الوقت محاولة لإسقاط تجربة العراقيين كما يفعل أعداء العراق وأعداء الشيعة بالخصوص.
الهوامش: (1) انظر كتاب (يحيى العصر) ص 50 ـ 51.
(2) يحيى العصر/ 15 ـ 19.
(3) انظر مفصلاً/ حاكمية الله لا حاكمية الناس/ أحمد الحسن/ نقله عنه ناظم العقيلي في كتابه ملحمة الفكر الإسلامي والفكر الديمقراطي ص 22 ـ 28.
(4) ومن الطريف ان أحمد الحسن يفترض أن حركته هي التي تمثل الظهور.
(5) انظر الصفحة 275 من كتاب الغيبة للشيخ الطوسي.
(6) البحار/ ج52/ 291.
(7) انظر كتاب المهدي الموعود المنتظر/ للعلامة نجم الدين العسكري/ ص 352.
(8) أنظر البحار/ ج 53 336.
http://www.m-mahdi.com/temp/0016.htm--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COMمنقول.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الجمعة مارس 14, 2008 6:56 am | |
| المقال السابع عشر: أحمد بن الحسن ورواية من ولدهيدعي احمد إسماعيل كاطع بأنه ابن الإمام المهدي مستنداً في ذلك إلى رواية رواها الشيخ النوري في النجم الثاقب في ج2 ص69 ونقل ناظم العقيلي وغيره هذه الرواية دون أن يرجع إلى مصادر الرواية الأولية، وفي الحقيقة ان ما وجدناه بعد أن رجعنا إلى المصادر الأولية التي أشار إليها الشيخ النوري وجدنا ان الرواية مروية في الغيبة للشيخ الطوسي بغير المتن الذي يرويه الشيخ النعماني في غيبته، وهذا يدل على أن هؤلاء لا يتمتعون بأدنى تورّع فضلاً عن أن يكون سيدهم وقائدهم إلى جهنم احمد بن الحسن معصوماً، إذ كان ينبغي لهم أن يراجعوا المصادر الأولية التي نُقلت منها الرواية حتى يتثبتوا في نقلهم، ولكن هيهات أن يصدر منهم ذلك لأنهم فئة اعتادت على التصيّد في الظلام الحالك كالخفافيش، فأمثال هؤلاء يخافون من النور بل لا يبصرون فيه، فإن مجرد الفحص والرجوع إلى المصادر الأولية يَكشف حقيقتهم وزيف دعواهم كما سنقف عليه مفصّلاً في وقفات ثلاث مع هذا الخبر. الوقفة الأولى الوقفة السندية، الوقفة الثانية الوقفة الدلالية، الوقفة الثالثة تحت عنوان تنبيه. وقبل الدخول في أبحاث المحاور الثلاثة ننقل هذا الخبر عن غيبة الطوسي وغيبة النعماني، ففي كتاب الغيبة للنعماني في الباب العاشر في الفصل الرابع ص176 الحديث الخامس قال النعماني (واخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم من كتابه قال حدثنا عبيس بن هاشم عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن المستنير عن المفضّل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم يقول قتل وبعضهم يقول ذهب، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطّلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره). وروى الشيخ الطوسي في الغيبة ص61 في الحديث تحت الرقم 60 قال: (وروى إبراهيم بن المستنير عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما أطول من الأخرى حتى يُقال مات وبعض يقول قُتل فلا يبقى على أمره إلا نفر يسير من أصحابه، ولا يطلع أحد على موضعه وأمره، ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره. وروى الشيخ في نفس الكتاب ص 162 في الحديث تحت الرقم 120، احمد بن إدريس عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن المستنير عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره). الوقفة الأولى: السندية: وهذه الرواية ضعيفة السند بعبد الله أو إبراهيم المستنير سواء كانت حسب ما روى الشيخ النعماني أو الشيخ الطوسي لأن الرواية بكِلا طريقيها تمر بعبد الله أو إبراهيم المستنير، وبذلك تكون هذه الرواية غير صالحة للاستدلال بأي شكل من الأشكال. الوقفة الثانية: الدلالية: 1- ان متن الرواية مضطرب من جهات عديدة اذ لا تنسجم مع كثرة من هم باقون على أمره عليه السلام مع طول غيبته التي استمرت إلى الآن، بل وان الكثير من الروايات تؤكد على أن هناك الكثير من الشيعة الذين يؤمنون وباقون على أمر الإمام المهدي عليه السلام وهم بالملايين. 2- ان الرواية تتحدث عن عصر ما قبل الظهور للإمام المهدي عليه السلام فهي أجنبية عن دعوى هؤلاء بالمرة. 3- ان الرواية بحسب متن الشيخ الطوسي الثاني تنفي أن يكون ولد الإمام المهدي مطلعاً على موضعه، وهذا يُشكل قرينة قوية على أن الولد على فرضه ليس مؤهلاً لأن يطلع على مكان الإمام وهو ما يقصم ظهر هؤلاء المدعين من ارتباطهم المباشر بالإمام المهدي وأنهم رسله إلى الناس كافة. 4- ان الرواية تؤكد على أفضلية شخص آخر وهو وإن كان مجهول الهوية بالنسبة إلى الرواية إلا انه مطلعٌ على مكان الإمام لأنه هو الذي يلي أمره، وليس في الرواية ولا في غيرها ما يثبت حجيةً لهذا المولى من جهة اطلاعه على موضع الإمام المهدي وولايته لأمره، وبه يتضح أن اطلاع الشخص على موضع الإمام عليه السلام أو تحمله لأمره وخدمته له لا يعني حجية ذلك الشخص. إذن يتبيّن من هذه الأمور أن ولد الإمام المهدي على فرض القول به ليس له خصوصية بل أنه معرّضٌ به ومنكّل به في هذه الرواية من جهة عدم اطلاعه على موضع الإمام، بل ويحتمل انه لا يبقى على أمر الإمام. الوقفة الثالثة: تنبيه ان الرواية وردت بأكثر من متن وهي بذلك تكون مجملة ولا يمكن اعتمادها، هذا إذا تنزّلنا عن ضعف سندها فالشيخ النعماني يرويها بلفظة من ولي بينما الشيخ الطوسي يرويها مرةً بغير ولي وولد، ومرةً بولد، وهذا التعدد في المتون يوجب سقوط الرواية عن الحجية، وهذا ما يؤكده هؤلاء من أن الرواية لا يجوز العمل بها إلا إذا كانت قطعية الدلالة أي ان لها وجهاً واحداً ولا تحتمل غيره، وحيث أن هذه الرواية لها أكثر من وجه من حيث الظهور، ولها أكثر من متن من حيث النقل، وهي علاوة على ذلك ضعيفة السند فتكون ساقطة عن الاعتبار والحجية. وهكذا نرى ان دعاوى هؤلاء أو ما يسمونه بالأدلة بدأت تتهاوى وتسقط، بل هي لم تثبت حتى تسقط وليس ذلك إلا لأنهم يتشبثون بكل متشابه وكل سقيم ليزيغوا قلوب ضعفاء النفوس بعد أن زاغت قلوبهم وأصبحوا عبيداً للشيطان.http://www.m-mahdi.com/temp/0017.htm--- التوقيع ---مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف http://WWW.M-MAHDI.COMمنقول..
| |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الأحد مارس 16, 2008 1:53 pm | |
| المقال الثامن عشر: ان الرؤيا ليست مصدراً للتشريع الا للمعصوم خاصة
إن الرؤيا ليست مصدراً للتشريع إلا للمعصوم خاصة. قال تعالى يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ).(1) وروى السيد البحراني في تفسيره عن الصدوق بسنده عن الحسن بن علي بن فضال ، قال(سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا ابن الذبيحين؟ قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر الله تعالى به إبراهيم عليه السلامفلما بلغ معه السعي ((قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال: يا أبتِ افعل ما تؤمر)) ولم يقل له يا أبت افعل ما رأيت الحديث))(2). وبهذا المضمون عدة روايات:_ روى المجلسي عن أمالي الشيخ الطوسي بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ((رؤيا الأنبياء وحي))(3). وروى الكليني بسنده عن ابن أذينة عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام قال: قال: ((ما تروي هذه الناصبة؟)) فقلت: ((جعلت فداك فيما ذا؟)) فقال: ((في أذانهم وركوعهم وسجودهم)) فقلت: ((إنهم يقولون: إن أبي بن كعب رآه في النوم)) فقال: ((كذبوا فإن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم)) وقال العلامة المجلسي قدس سره((قد ورد بأسانيد صحيحة عن الصادق عليه السلامفي حديث الآذان أن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم)) وقال: ((المراد أنه لا يثبت أصل شرعية الأحكام بالنوم بل انما هي بالوحي الجلي))(5). وقد اتضح أن المقصود من أن الرؤيا ليست مصدراً للشريعة إلا للمعصوم خاصة،و أن الرؤيا المشتملة على الأمر والنهي هي أحد أقسام الوحي الإلهي. أما الرؤيا الصادقة المشتملة على حكاية وقائع مستقبلية أي التي يكون مضمونها الأخبار_ بخلاف الرؤيا الأولى التي يكون مضمونها الإنشاء التشريعي الإلهي_فهذه أيضاً تحصل للأنبياء والرسل وهي تكون صادقة دائماً لديهم. إذا تنبهت إلى ما سبق يتضح لك أن غير المعصوم من سائر الناس ليس له أي حظ من الرؤيا من النحو الأول وهي ما يكون فيها إنشاء أي أوامر ونواهي إلهية ونحوها من الأحكام الشرعية وإن توهم ذلك متوهم فليستيقن بأن ذلك من الشياطين، وقد أشار القرآن الكريم إلى عدة من أفعال الشياطين. (فمنها) الهمز كما في قوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ)(6). (ومنها) النزول على الأفاك (أي الكذاب المفتري) الاثم، كما في قوله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)(7). (ومنها) الإستهواء كما في قوله تعالى: (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ)(8). (ومنها) النزغ كما في قوله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ)(9). (ومنها) المس كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ)(10). (ومنها) الإز كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)(11). (ومنها) الإلقاء كما في قوله تعالى: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ)(12). (ومنها) الإيحاء كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(13). وغير ذلك من الآيات. وعن الباقر عليه السلام قال: ((لما ترون من بعثه الله عزوجل للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والصواب للملائكة قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شيئ أكثر من الملائكة؟ قال: كما يشاء الله عزوجل. قال السائل: يا أبا جعفر إني لو حدّثت بعض أصحابنا الشيعة بهذا الحديث لأنكروه، قال: كيف ينكرونه؟ قال: يقولون إن الملائكة أكثر من الشياطين. قال: صدقت افهم عني ما أقول لك إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة وتزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر قيض الله عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوا بالإفك والكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا وكذا فلو سئل ولي الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطاناً أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيراً ويعلمه الضلالة التي هو عليها))(14). والهمز كالعصر والنزغ الجذب للشيئ من مقره والمس كاللمس والأز كالهز وهذه الأفعال توردها الشياطين في القلوب بتوسط الخواطر والواردات والميول والتجاذب النفسي. وعن كتاب مجالس الصدوق بسنده عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ((أن لإبليس شيطاناً يقال له ((هزع))يملأ المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي الناس في المنام، ولهذا يرى الأضغاث))(15). نعم الرؤيا من القسم الثاني وهي المتضمنة للأخبار والحكاية عن الوقائع المستقبلية فلغير المعصوم حظ يسير منها بحسب تقواه وصدق حديثه ولسانه وصفاء قلبه، فعن الصدوق(علي بن بابويه) بسند عن الكاظم عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرؤيا ثلاثة: ((بشرى من الله وتحزين من الشيطان والذي يحث به الإنسان نفسه فيراه في منامه)) وقال صلى الله عليه واله وسلم: ((الرؤيا من الله والحلم من الشيطان))(16). ولاتخفى دلالة الرواية على أن الرؤيا الصادقة التي هي نصيب غير المعصوم هي ما تكون بشرى أي حاكية ومخبرة أي من القسم الثاني لا الأول وهي المتضمنة للإنشاء والتشريع. ومثل ذلك مفاد الرواية عن الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ((أتى رجل من أهل البادية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني عن قول الله (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما قوله (لهم البشرى في الحياة الدنيا) فهي الرؤيا الحسنة ترى للمؤمنين فيبشر بها في دنياه، وأما قوله (وفي الآخرة فإنها بشارة المؤمن عند الموت إن الله غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك)(17). وروى الكليني بسنده عن أبي الحسن عليه السلامقال: ((إن الأحكام لم تكن في ما مضى في أول الخلق وإنما حدثت فقلت: وما العلة في ذلك؟ فقال: إن الله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: ((إن فعلنا ذلك فما لنا؟ فوالله ما أنت بأكثرنا مالاً ولا بأعزنا عشيرة فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة وإن عصيتموني أدخلكم الله النار. فقالوا: وما الجنة وما النار؟ فوصف لهم ذلك فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال إذا متم. فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً، فازدادوا له تكذيباً وبه استخفافاً فأحدث الله عزوجل فيهم الأحلام فأتوا فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك. فقال: إن الله عز ذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم وإن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان))(18). وإذا عرفت أن الرؤيا التي هي من نحو الأخبار على ثلاثة أقسام صادقة وكاذبة وتخيلات يتضح لك عدم دوام الصدق فيها ففي كتاب التوحيد للمفضل بن عمر الجعفي قال له الإمام الصادق عليه السلام: ((فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها، فمزج صادقها بكاذبها فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلاً لا معنى له، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرة يتحذر منها، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الإعتماد))(19). وعن كتاب ثواب الأعمال للصدوق قدس سره بسنده عن هشام بن أحمد وعبد الله ابن مسكان ومحمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلامقالوا: ((ثلاثة يعذبون يوم القيامة من صور صورة حيوان حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها، والذي يكذب في منامه يعذب حتى يعقد بين شعيرتين وليس بعاقدهما، والمستمع من قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الإنك وهو الأسرب(الرصاص) ))(20). وبعد هذا كله لعل قائل يقول: أليس قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة احد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم)) وحينئذ كانت رؤيا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد من أوصيائه صادقة لا محالة وهي لا يفرق فيها بين أن تكون من القسم الأول وهي ما كان فيها أمر ونهي، أو من القسم الثاني وهي الأخبار عن ما يستقبل من الأمور. وهذه المقالة وَهْمٌ فاسد لجهات عدة: (الأولى): أن أكثر ما روي عن الرسولصلى الله عليه وأله وسلم من رآني في منامه فقد رأني فهو بطرق العامة لا بطرق الخاصة الإمامية، وأما ما روي بطريق الخاصة فالمرحوم العلامة المجلسي على سعة باعه وتوغله في الرواية لم يذكر في كتاب البحار، في باب رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأوصياء عليهم السلام إلا رواية واحدة بهذا المضمون، ثم ذكر أنه روى المخالفون(أهل السنة) ذلك بأسانيد عندهم، ولذا قال السيد المرتضى رضي الله عنه عندما سئل عن هذا الخبر: ((وهذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ولا معول على مثل ذلك))(21). وهي ليست على درجة من الإعتبار وبعبارة أخرى أن حجية الرواية يشترط فيها أمور منها ما يتعلق بالسند والطريق وهو الأشخاص الذين ينقل كل منهم عن الآخر حتى يصل إلى المعصوم عليه السلامفإنهم لا بد أن يكونوا عدولاً أو ثقاتاً قد أطمئن إلى صدق لهجتهم فلا يقبل من غير العادل والثقة، قال تعالى: (إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(22) وكذلك مجهول الحال فإنه لا يمكن الإعتماد عليه في النقل والحديث. (الثانية): لو فرضنا اعتبار طريق الرواية، وفرضنا إمكان إثبات مثل هذه المسألة بخبر واحد ظني إذ لا بد فيها من اليقين والقطع، ولذلك قال العلامة المجلسي تغمده الله برحمته: ((أن الظاهر إن هذا من مسائل الأصول ولا بد فيه ن العلم ولا يثبت بأخبار الآحاد المفيدة للظن))(23). (الثالثة): لو فرضنا اعتبار طريق الرواية وفرضنا إمكان إثبات مثل هذه المسألة بخبر واحد ظني، فإن ذلك يتم لو كنّا نحن والرواية على تقدير صحة هذه الإستفادة من معنى الرواية، وأما مع ما تقدم من الآيات القرآنية والسنة المستفيضة المتواترة معنى في أن الرؤيا المتضمنة للأمر والنهي من خصائص الأنبياء والمرسلين، فلا يمكن الإعتماد على هذه الإستفادة من الرواية ولا برفع اليد عن الدليل القطعي بخبر واحد، ولا يوسوس في ذلك إلا من ليس يتحرج في دينه ومن لا يركن إلى أوليات عقله وفطرته. (الرابعة): توجد روايتان معتبرتان بل أكثر تدل بالخصوص على عدم صحة أن من رآهم في المنام مطلقاً ودوماً فقد رآهم عليهم السلام، فقد روى الشيخ الجليل الكشي رحمه الله في كتابه معرفة الرجال عن جبريل بن أحمد أنه حدثه محمد بن عيسى(العبيدي اليقطيني) عن علي بن الحكم عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام ((أخبرني عن حمزة(24) أيزعم أن أبي آتيه؟ قلت: نعم. قال: كذب والله ما يأتيه إلا المتكون، إن إبليس سلط شيطاناً يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء، إن شاء في صورة صغيرة وإن شاء في صورة كبيرة ولا يستطيع أن يجيء في صورة أبي عليه السلام))(25). يتبع.. | |
| | | احمد امين مشرف منتدى الفكر الاسلامي وثقافة اهل البيت
عدد الرسائل : 161 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة الأحد مارس 16, 2008 2:02 pm | |
| وروي عن سعد بن عبد الله الأشعري قال: ((حدثني أحمد (بن عيسى الأشعري) عن أبيه والحسين بن سعيد(الأهوازي) عن أبي عمير عن محمد بن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي وبطرق آخر عن سعد بن عبد الله)) قال: ((حدثني محمد بن عيسى(العبيدي) عن يونس بن عبد الرحمن ومحمد بن أبي عمير عن محمد بن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي)) قال: ((كان حمزة بن عمارة الزبيدي (البربري) لعنه الله يقول لأصحابه أن أبا جعفر(الباقر) عليه السلاميأتيني في كل ليلة ولا يزال إنسان يزعم أنه قد رآه فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه السلامفحدثته بما يقول حمزة))، فقال: ((كذب عليه لعنة الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصيي نبي))(26). وهاتان الوايتان وإن كان يحتمل منهما الرؤية في اليقظة ولكن ذلك لا يخدش في المطلوب وهو عدم دوام المطابقة بين ما يعتقده الرائي سواء في المنام أو اليقظة أنه قد رأى الأئمة مع الواقع والحقيقة وذلك لتلبيس وخداع الشيطان للرائي وتشكل الشيطان(الذي يسمى المتكون) بصور مختلفة يغري الرائي أن تلك الصور هم الأئمة عليهم السلام مع أن تلك الصور ليست بصورهم عليهم السلام لأنه لا يستطيع التمثل والتشكل بصورهم عليهم السلام وستأتي في الفصل اللاحق نقل عدة روايات بهذا المضمون. (الخامسة): لو رفعنا اليد فرضاً عن ما سبق، فإنما يتبع ما يرى في الشيء الذي علم من الشريعة المقدسة صحته أي كان المرئي موافقاً لظاهر الشريعة لا ما كان مخالفاً لها وذلك لكون منشأَ ودليل حجية الرؤية هي هذه الرواية التي هي واصل لنا من الشريعة، فكيف تعارض الشريعة وهل يمكن للفرع أن يستأصل ويبيد الأصل. قال الكراجكي رحمه الله في كتابه كنز الفوائد: ((وجدت لشيخنا المفيدرضي الله عنه في بعض كتبه)). ((أن الكلام في باب رؤيا المنامات عزيز وتهاون أهل النظر به شديد والبلية بذلك عظيمة وصدق القول فيه أصل جليل))_إلى أن قال_((وأما رؤية الإنسان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو لأحد الأئمة عليهم السلام في المنام فإن ذلك عندي على ثلاثة أقسام: قسم أقطع على صحته وقسم أقطع على بطلانه وقسم أجوز فيه الصحة والبطلان فلا أقطع فيه على حال. فأما الذي أقطع على صحته فهو كل منام رأى فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأئمة عليهم السلام وهو الفاعل لطاعة أو آمر بها، وناه عن معصية أو مبين لقبحها وقائل لحق أو داع إليه، وزاجرعن الباطل أو ذام لمن هو عليه. وأما الذي أقطع على بطلانه فهو كل ما كان ضد ذلك، لعلمنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام صاحبا حق، وصاحب الحق بعيد عن الباطل. وأما الذي أجوز فيه الصحة والبطلان فهو المنام الذي يرى فيه النبي والإمام عليهما السلام وليس هو آمراً ولا ناهياً ولا على حال يختص بالديانات(27) مثل أن يراه راكباً أو ماشياً أو جالساً ونحو ذلك. وأما الخبر الذي يروى عن النبي صلى الله عليه واله وسلم من قوله: ((من رآني فقد رأني، فإن الشيطان لا يتشبه بي)) فإنه إذا كان المراد به المنام يحمل على التخصيص دون أن يكون في كل حال ويكون المراد به القسم الأول من الثلاثة الأقسام لأن الشيطان لا يتشبه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في شيء من الحق والطاعات. (إلى أن قال) وجميع هذه الروايات أخبار آحاد، فإن سلمت فعلى هذا المنهاج وقد كان شيخي_رحمه الله_ يقول: إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظة أنه كفرعون ومن جرى مجراه مع قلة حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسة له أنه نبي؟ مع تمكن إبليس مما لا يتمكن منه البشر وكثرة اللبس المتعرض في المنام. ومما يوضح لك أن من المنامات التي يتخيل للإنسان أنه قد رأى فيها رسول الله والأئمة منها ما هو حق ومنها ما هو باطل إنك ترى الشيعي يقول:رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلاموهو يأمرني بالإقتداء به دون غيره، ويعلمني أنه خليفته من بعده وأن أبا بكر وعمر وعثمان ظالموه وأعداؤه وينهاني عن موالاتهم ويأمرني بالبراءة منهم ونحو ذلك مما يختص بمذهب الشيعة، ثم يرى الناصبي يقول: رأيت رسول الله في النوم ومعه أبو بكروعمر وعثمان وهو يأمرني بمحبتهم وينهاني عن بغضهم ويعلمني أنهم أصحابه في الدنيا والآخرة، وأنهم معه في الجنة ونحو ذلك مما يختص بمذهب الناصبية فنعلم لا محالة أن أحد المنامين حق والآخر باطل، فأولى الأشياء أن يكون الحق منهما ما ثبت الدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه، والباطل ما أوضحت الحجة عن فساده وبطلانه وليس يمكن الشيعي أن يقول للناصبي إنك كذبت في قولك: إنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه يقدر أن يقول له مثل هذا بعينه. وقد شاهدنا ناصبياً يتشيع وأخبرنا في حال تشيعه بأنه يرى منامات بالضد مما كان يراه حال نصبه بذلك أن أحد المنامين باطل وإنه من نتيجة حديث النفس أو من وسوسة إبليس ونحو ذلك، وأن المنام الصحيح هو لطف من الله تعالى بعبده، على المعنى المتقدم وصفه. وقولنا في المنام الصحيح أن الإنسان رأى في نومه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما معناه أنه كأن قد رآه وليس المراد به التحقق في إتصال شعاع بصره بجسد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأي بصر يدرك به في حال نومه؟ وإنما هي معاني تصورت وفي نفسه تخيل له فيها أمر لطف الله تعالى له به قام مقام العلم، وليس هذا بمناف للخبر الذي روي من قوله((من رآني فقد رآني)) لأن معناه: فكأنما رآني وليس يغلط في هذا المكان إلا من ليس له من عقله إعتبار))(28). ولهذا بحث الكثير في علم ما اصطلح عليه((بالعرفان)) عن الفارق بين الإلهام الرحماني والإلهام الشيطاني، وبين الكشف الحقيقي والكشف الكاذب غير الحقيقي، وبين الواردات الرحمانية والملكية والواردات القلبية الشيطانية والجنية. فقد الشارح القيصري في شرحه على(فصول الحكم) لابن العربي في الفصل السادس والسابع من الفصول التي ذكرها في المقدمة. قال((وكما أن النوم ينقسم بأضغاث أحلام وغيرها كذلك ما يرى في اليقظة ينقسم إلى أمور حقيقية محضة واقعة في نفس الأمر وإلى أمر خيالية صرفة لا حقيقة لها شيطانية، وقد يخلطها الشيطان بيسير من الأمور الحقيقية ليضل الرائي، لذلك يحتاج السالك إلى مرشد يرشده وينجيه من المهالك، والأول إما أن يتعلق بالحوادث أولا. فإن كان متعلقاً بها فعند وقوعها كما شاهدها أو على سبيل التعبير وعدم وقوعها حصل التمييز بينهما وبين الخيالية الصرفة وعبور الحقيقة عن صورتها الأصلية إنما هو للمناسبات التي بين الصور الظاهرة هي فيها وبين الحقيقة ولظهورها فيها أسباب كلها راجعة إلى أحوال الرائي وتفصيله يؤدي إلى التطويل. وأما إذا لم يكن كذلك(أي الرؤيا غير الإخبارية بالمستقبليات) فللفرق بينها وبين الخيالية الصرفة موازين يعرفها أرباب الذوق والشهود بحسب مكاشفاتهم، كما أن للحكماء ميزاناً يفرق بين الصواب والخطأ وهو المنطق. (ومنها): ((ما هو ميزان عام وهو القرآن والحديث المنبئ كل منهما على الكشف التام المحمدي صلى الله عليه وآله وسلم )). (ومنها): ((ما هو خاص وهو ما يتعلق بحال كل منهم القابض عليه من الإسم الحاكم والصفة العالية عليه وسنومي في الفصل التالي(أي السابع) بعض ما يعرف به إجمالاً))(29). أقول: ((فترى أن الميزان عندهم لكون ما يرد على القلب وما ينكشف له_سواء بالرؤية في المنام أو في اليقظة أو بغير الرؤية من الإلهام القلبي وغيره_الميزان بين الحق والحقيقي منه والباطل والشيطاني والخيالي الذي لا واقعية له هو القرآن الكريم والسنة المطهرة)). وقد برهن الشارح القيصري على ذلك بحسب مصطلح علم العرفان بقوله في الفصل السابع. ((ولما كان كل من الكشف الصوري والمعنوي على حسب استعداد السالك ومناسبات روحه وتوجه سره إلى كل من أنواع الكشف، وكانت الإستعدادات متفاوتة والمناسبات متكثرة صارت مقامات الكشف متفاوتة بحيث لا يكاد ينضبط، وأصح المكاشفات وأتمها إنما يحصل لمن يكون مزاجه الروحاني أقرب إلى الإعتدال التام كأرواح الأنبياء والكمل من الأولياء(صلوات الله عليهم) ))(30). ولذا قرر عندهم أن كل كشف فهو يعرض على كشف الأنبياء والرسلعليهم السلام فإن وافقه فيعلم صحته وإلا فيعلم فساده، وأن الكشف المعصوم من الباطل هو كشف الأنبياء المتجلى في الكتب السماوية التي يبعثون بها وكذلك أقوالهم وأفعالهم. وذكر أيضاً السيد حيدر بن علي الحسيني الأملي_ والذي وصفه القاضي التستري(في مجالس المؤمنين) بالعارف المحقق الأوحد من أصحابنا الإمامية المتألهين(31)_(في كتابه جامع الأسرار ومنبع الأنوار). ((وأما الإلهام العام فيكون بسبب وغير سبب ويكون حقيقياً وغير حقيقي، فالذي يكون بالسبب ويكون حقيقياً فهو بتسوية النفس وتحليلها وتهذيبها بالأخلاق المرضية والأوصاف الحميدة موافقاً للشرع ومطابقاً للإسلام لقوله تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) والذي يكون بغير السبب ويكون غير حقيقي فهو يكون لخواص النفوس وإقتضاء الولادة والبلدان كما يحصل للبراهمة والكشايش (القساوسة) والرهبان)). والتمييز بين هذين الإلهامين محتاج إلى ميزان إلهي ومحك رباني، وهو نظر الكامل المحقق والإمام المعصوم والنبي المرسل المطلع على بواطن الأشياء على ما هي عليه واستعدادات الموجودات وحقائقها، ولهذا احتجنا بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام إلى الإمام والمرشد لقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)لأن كل واحد ليس له قوة التمييز بين الإلهامين الحقيقي وغير الحقيقي وبين الخاطر الإلهي والخاطر الشيطاني وغير ذلك والذكر هو القرآن أو النبي وأهله هم أهل بيته من الأئمة المعصومين المطلعين على أسرار القرآن وحقائقه ودقائقه، ولقوله تعالى أيضاً تأكيداً لهذا المعنى: ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) أي إلى أهل الله تعالى وأهل رسوله والآيات الدالة على متابعة الكامل والمرشد الذي هو الإمام المعصوم أو العلماء الورثة من خلفائهم كثيرة فارجع إليها لأن هذا ليس موضعها. فنرجع ونقول: ((وإن تحققت عرفت أيضاً أن الخواطر التي قسموها إلى أربعة أقسام: إلهي وملكي وشيطاني ونفساني كان سببه ذلك أي عدم العلم بالإلهامين المذكورين أعني الحقيقي وغير الحقيقي لأنها كلها من أقسام الإلهام وتوابعه))(32) . ونقل المتقي الهندي صاحب كنز العمال في كتابه( البرهان في علامات مهدي آخر الزمان)(33) عن الشيخ الحسن الشاذلي المالكي رئيس الطريقة الشاذلية(الصوفية) أنه قال: ((إن الله تعالى ضمن العصمة في جانب الكتاب والسنة ولم يضمنها في جانب الكشف والإلهام)). ونقل عن أبي القاسم القشيري النيشابوري الأشعري الشافعي (الصوفي المفسر المحدث الفقيه العارف) أنه قال: ((لا ينبغي للمريد أن يعتقد في المشايخ العصمة من الخطأ والزلل)). هذا وقد عقد الشيخ الكليني في أصوله تحت عنوان أن للقلب أذنين ينفث فيهما الملك والشيطان وروى الصادق عليه السلام: ((ما من قلب إلا وله أذنان على إحداهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتن هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو قول الله عزوجل: (عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) )). وقال عليه السلام: ((ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان في جوفه أذن ينفث فيهما الوسواس الخناس وأذن ينفث فيهما الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك، فذلك قوله: (وأيدهم بروح منه) ))(34). و(سئل) السيد مهنابن سنان العلامة الحلي قدس سره عن مفاد هذه الرواية وأنه لو فرض أن الرؤية متضمنة للأمر بالشيء أو النهي عن شيء، فهل يتمثل ذلك الأمر ويتجنب المنهي أم لا، سيما إذا كان خلاف ظاهر الشريعة. (فأجابه)_ نّور الله ضريحه_: ((أما ما يخالف الظاهر فلا ينبغي المصير إليه وأما ما يوافق الظاهر فالأولى المتابعة من غير وجوب، ورؤيته صلى الله عليه وآله وسلم لا يعطي وجوب الإتباع في المنام(35) .
| |
| | | | مركز الدراسات ونقد افكار حركة احمد الحسن الضالة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|